اليوم الدولي لمهارات الشباب.. جهود أممية لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة
يحتفل به في 15 يوليو من كل عام
يظل صقل وتطوير مهارات الشباب لمواكبة التطورات التكنولوجية وديناميكيات سوق العمل المتغيرة تحديا كبيرا في مختلف أنحاء العالم.
ويحيي العالم، اليوم الدولي لمهارات الشباب في 15 يوليو من كل عام، للتذكير بالأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لتوظيفهم وتمكينهم من الحصول على العمل اللائق وريادة الأعمال.
وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة للعام الجاري 2023 تحت شعار "صقل مهارات المعلمين والمدربين والشباب من أجل مستقبل يفضي إلى التحول".
ويركز موضوع اليوم العالمي لمهارات الشباب 2023 على أهمية تدريب وتأهيل المعلمين والمدربين والشباب من أجل مستقبل أفضل.
ويسلط الضوء على الدور الأساسي الذي يلعبه المعلمون والمدربون وغيرهم من المعلمين في توفير المهارات للشباب للانتقال إلى سوق العمل والمشاركة بنشاط في مجتمعاتهم.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "نؤكد في هذا اليوم أهمية تحويل مهارات الشباب من أجل مستقبل العمل".
وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "يواجه الشباب في كل ركن من أركان المعمورة، عاصفةً من التغيير بين أوجه التقدم التكنولوجي وسوق العمل السريعة التغير والتحولات الديمغرافية والتحديات المرتبطة بالمناخ إضافةً إلى ما أضاعته جائحة كورونا من فرص التعلم".
وأوضح أنه "من الضروري في ضوء ذلك تزويد الشباب بالتعليم والتدريب الجيدين وإكسابهم المهارات ذات النوعية الجيدة".
واختتم الأمين العام، قائلا: "يذكّرنا هذا اليوم العالمي لمهارات الشباب بأنّ المعلمين في طليعة هذا المسعى العالمي الهائل".
مهارات مرنة
ووفق التقديرات الأممية، تتطلب التطورات التكنولوجية وديناميكيات سوق العمل المتغيرة بشكل متزايد مجموعات مهارات مرنة وقابلة للتكيف.
ويعد تقديم فرص لتنمية مهارات الشباب ضمانة لتمكينهم من التعامل مع هذه التغييرات بفعالية من خلال التعليم والتدريب التقني والمهني الذي يساعد في الحد من حواجز الوصول إلى عالم العمل.
وتقول الأمم المتحدة، إنه سيتعين إتاحة 600 مليون فرصة عمل خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة لتلبية احتياجات توظيف الشباب.
وتضيف: "ظل معدل الشباب غير الملتحقين بمجالات العمل أو التعليم أو التدريب مرتفعا على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، ويبلغ ذلك المعدل الآن 30 بالمئة بين الشابات و13 بالمئة بين الشباب في العالم".
وأوقفت الشركات والمنظمات الجهود المبذولة في تنمية المهارات بسبب إجراءات الإغلاق التي نُفذت أثناء تفشي وباء كورونا.
وتوقف تدريب 86 بالمئة من المتدربين و83 بالمئة من المتطوعين في التدريب الداخلي، كما توقف ما يقرب من نصف الشركات عن دفع مستحقات المتمرنين الداخليين والمتدربين العاديين.
وسينمو عدد الشباب بأكثر من 78 مليونا بين عامي 2021 و2030، وستشكل البلدان منخفضة الدخل ما يقرب من نصف هذه الزيادة، ما ينذر باحتياج أنظمة التعليم والتدريب إلى الاستجابة لهذا التحدي.
تدابير السياسة الخضراء
ووفق إحصاءات موثقة، فإنه يمكن توفير 8.4 مليون فرصة عمل إضافية للشباب بحلول عام 2030 من خلال تنفيذ تدابير السياسة الخضراء (الصديقة للبيئة) والزرقاء (المرتبطة بالبيئة البحرية).
ويؤدي التعليم والتدريب دورا محوريا في تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ويعبر الهدف 4 للتنمية المستدامة المتمثل في "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع" تعبيرا تاما عن رؤية إعلان إنشيون: التعليم حتى عام 2030.
وفي عام 2015، نظمت الأمم المتحدة مؤتمرا في إنشيون بجمهورية كوريا الجنوبية، بمشاركة ممثلين من 160 بلدا ورؤساء وكالات وممثلي المجتمع المدني والمعلمين والشباب والقطاع الخاص، لاعتماد إعلان يضع رؤية جديدة للتعليم للسنوات التعليم بحلول عام 2030.
ويولي إطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030 اهتماما كبيرا لمسألة تنمية المهارات التقنية والمهنية، لا سيما لمسائل الانتفاع بالتعليم والتدريب الجيدين وميسوري الكلفة في المجال التقني والمهني.
ويركز أيضا على اكتساب المهارات التقنية والمهنية اللازمة للعمل وشغل وظائف لائقة ومباشرة الأعمال الحرة، والقضاء على التفاوت بين الجنسين وضمان تكافؤ فرص الوصول إلى التعليم والتدريب في المجال التقني والمجال المهني للفئات الضعيفة.
ويتوقع في هذا الصدد أن يفضي التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني إلى تلبية احتياجات متعددة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية عن طريق مساعدة الشباب والبالغين على تنمية المهارات التي يحتاجون إليها للعمل وشغل وظائف لائقة ومباشرة الأعمال الحرة، وتعزيز النمو والاقتصاد المنصف والشامل والمستدام.
مهارات العمل الحر
وتقول الأمم المتحدة إن من شأن التعليم والتدريب في المجال التقني والمهني أن يزودا الشباب بالمهارات اللازمة للالتحاق بعالم العمل، بما في ذلك مهارات العمل الحر.
ومن شأنهما كذلك أن يحسنا القدرة على التكيف مع الطلب المتغير على المهارات في الشركات والمجتمعات المحلية، كما يمكن أيضا أن يحدا من العراقيل التي تعوق الالتحاق بعالم العمل، وذلك بوسائل عدة تشمل التعلم في مكان العمل، وضمان الاعتراف بالمهارات المكتسبة والتصديق عليها.
وكذلك بدورهما يمكن أن يوفرا فرصا لتنمية قدرات ذوي المهارات المحدودة العاطلين عن العمل أو الذين يعانون من العمالة الناقصة، والشباب غير الملتحقين بالمدارس، والأفراد المفتقرين إلى التعليم والعمل والتدريب.