اليوم الدولي لنيلسون مانديلا.. احتفال عالمي لإعلاء قيم العدالة والسلام والحرية

يحتفل به في 18 يوليو من كل عام

اليوم الدولي لنيلسون مانديلا.. احتفال عالمي لإعلاء قيم العدالة والسلام والحرية

برحلة شاقة من المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، مرورا بالسجن 27 عاما وحتى رئاسة بلاده، بات نيلسون مانديلا مثالا عالميا للقيم السامية. 

ويحيي العالم، اليوم العالمي لنيلسون مانديلا، في 18 يوليو من كل عام، اعترافاً بإسهام رئيس جنوب إفريقيا الأسبق في نشر ثقافة السلام والحرية ونبذ العنصرية والكراهية.

ونيلسون مانديلا (1918-2013)، سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وثوري شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا 1994-1999، وكان أول رئيس ذي بشرة سمراء لجنوب إفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، وركز على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري في بلاده.

ومنذ عام 2010، تحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم باعتباره اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، كفرصة للفت الانتباه العالمي إلى السجناء الذين يزيد عددهم على 10 ملايين سجين في مختلف أنحاء العالم.

وباستحضار ذكرى نيلسون مانديلا، الذي أمضى 27 عاماً من حياته في السجن، اعتمدت الجمعية العامة قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء في ديسمبر 2015 بوصفها "قواعد نيلسون مانديلا".

وهذه القواعد هي ثمرة خمس سنوات من المشاورات الحكومية الدولية، وتمثل مواءمة تاريخية للنسخة الأصلية الصادرة عام 1955 مع القانون الدولي والممارسات الجيدة لإدارة السجون.

وعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدِّرات والجريمة مع السجون بشكل طويل ومتنوع ومتابعة مباشرة لاعتماد قواعد نيلسون مانديلا في عام 2015.

ووضع المكتب برنامجاً عالميّاً جديداً لرفع تحديات السجون، يهدف إلى الحد من نطاق عقوبة السجن، وتحسين ظروف السجون، وتعزيز إدارة السجون، ودعم إعادة إدماج المجرمين اجتماعيّاً عقب الإفراج عنهم. 

ويركز المكتب بالتحديد على برامج إعادة التأهيل في السجون وخدمات ما بعد الإفراج حرصاً قدر المستطاع على أن يكون السجناء مستعدين وقادرين على عيش حياة ملتزمة بالقانون عقب الإفراج عنهم، وهو نهج لا غنى لإدارات السجن عنه للحد من معاودة الإجرام والإسهام في السلامة العامة.

غير أنه لا يزال يتعين القيام بأعمال كثيرة، ومن المسائل التي تطرح تحديات جسيمة أمام العديد من إدارات السجون هي الاكتظاظ وسوء ظروف السجون والعنف وارتفاع معدلات معاودة الإجرام، ومؤخراً خطر التطرف العنيف في السجون.

وشدد المدير التنفيذي للمكتب يوري فيدوتوف، على أنه "في اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، سيواصل المكتب مواجهة تلك التحديات وتحويل الألفاظ المؤثرة لقواعد نيلسون مانديلا إلى أفعال جريئة وملتزمة".

وأفاد بأن "قواعد نيلسون مانديلا هي مخطط لإدارة السجون.. وأنها تتيح حلولاً تقوم على أساس المبادئ الأساسية للأمن والسلامة والكرامة في جميع السجون ولجميع السجناء".

وفي عام 2017، تأسست مجموعة أصدقاء قواعد نيلسون مانديلا، لإتاحة شبكة غير رسمية ومفتوحة العضوية للدول الأعضاء المتفقة في الرأي التي ضافرت جهودها لتعزيز التطبيق العملي لقواعد نيلسون مانديلا وتيسير مشاورات الخبراء، ودعم المساعدة التقنية التي يقدمها المكتب في مجال إصلاح السجون.

وعقب قرار الجمعية العامة أيضاً باستخدام اليوم الدولي لنيلسون مانديلا للترويج لظروف السجن الإنسانية وتقدير عمل موظفي السجون، سلط عدد من البلدان الضوء على الأنشطة التي يجري الاضطلاع بها احتفالاً باليوم، والعديد منها يُنفذ بدعم من المكتب.

وتحدثت الأرجنتين وأوروغواي وأوزبكستان وبنما وبوليفيا وتايلند والجزائر والسودان والسويد وسويسرا وفنلندا والهند والولايات المتحدة عن مجموعة متنوعة من الأنشطة الرامية إلى زيادة الوعي بقواعد نيلسون مانديلا وتكثيف الممارسات الوطنية لإدارة السجون طبقاً للقواعد.

وبدوره، قال فيليب مايسنر، وهو مسؤول في مجال منع الجريمة والعدالة الجنائية: "في هذا اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، نحن في المكتب نأمل أن يستمر الزخم الكبير الذي أثارته القواعد المنقَّحة حيال إصلاح السجون".

وأضاف مايسنر: "بفضل الدعم المتواصل لمجموعة الأصدقاء، تمكنا من العمل معاً للحفاظ على كرامة الإنسان في السجون، مما يحدث فرقاً حقيقيّاً بالنسبة للسجناء وموظفي السجون والمجتمع بأسره".

وأثارت حياة المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا الكثير من الجدل، إذ شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الشيوعية، مقابل تلقي الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري.

ومكث مانديلا 27 عاماً في السجن، وتلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من الاتحاد السوفيتي السابق.

ويتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب إفريقيا خاصة، حيث غالباً ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبو الأمة".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية