قانون تايلندي جديد يحدّ من "وصم" الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات
قانون تايلندي جديد يحدّ من "وصم" الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات
يعني قانون المخدرات الجديد في تايلاند أن الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أصبحوا أكثر قدرة على الحصول على الرعاية لعلاج حالات مثل فيروس نقص المناعة البشرية، لكن الفيروس لا يزال "مصدر قلق صحي حرج"، وفقا للأمم المتحدة.
وتعمل السلطات التايلاندية جنبا إلى جنب مع وكالات الأمم المتحدة، ليس فقط لتحسين توافر الخدمات في أعقاب التغيير في الطريقة التي يحكم بها على الأشخاص بسبب جرائم المخدرات، ولكن أيضا للحد من وصم الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وضمان حصولهم على الخدمات حيث يشعرون بالراحة.
يقول المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، باتشارا بن جاراتنابورن: "الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في تايلاند آخذة في الانخفاض، مقارنة بعام 2010.. ومع ذلك، فإن الانخفاض لا يكفي تقريبا لتحقيق نهاية الإيدز بحلول عام 2030، وهو التزام قطعته جميع الدول بموجب الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة.. لذلك، لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية مصدر قلق صحي خطير".
وأضاف: "هناك نحو 57000 شخص في تايلاند يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، ووفقا لأحدث مسح أجريناه في عام 2020، فإن 7.8% من هؤلاء الأشخاص مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية".
وتابع: "عدوى أخرى شائعة جدا بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن هي التهاب الكبد C، الذي يؤثر على الكبد، وأصيب نحو 42% منهم، وهو أمر يثير قلقا بالغا لدى برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز".
ومن جانبها، تقول مسؤولة البرنامج الإقليمي للمخدرات والصحة في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كارين بيترز: "في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تتمثل إحدى القضايا التي نركز عليها في الحد من العواقب الصحية والاجتماعية المرتبطة بتعاطي المخدرات من خلال دعم تدخلات الحد من الضرر.. الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بسبب مشاركة الإبر وغيرها من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، على سبيل المثال، الانخراط في الاتصال الجنسي دون استخدام الواقي الذكري".
ويضيف "جاراتنابورن": "تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية 35 مرة من الأشخاص الذين لا يتعاطون الحقن.. معدل الانتشار مرتفع بسبب هذه السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، ولكن هناك حواجز هيكلية كبيرة أخرى أمام الوصول إلى العلاجات.. وكان الإطار القانوني العقابي للغاية الذي كان قائما قبل الآن، فضلا عن الوصم والتمييز، من العوامل المهمة التي تمنع الناس من الحصول على الرعاية والخدمات".
وتؤكد "بيترز": "يدعم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الاستجابة الوطنية للحد من المخاطر من خلال عقد اجتماع لمجموعة واسعة من أصحاب المصلحة والحكومة ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة لمناقشة خطط تنفيذ تدابير الحد من المخاطر تحت رعاية القانون الجديد".
وتضيف: "على سبيل المثال، مؤسسة (الأوه زون)، التي يقع مقرها الرئيسي في عاصمة تايلاند، بانكوك، هي منظمة مجتمعية يقودها الأقران تهدف في المقام الأول إلى الحد من الضرر الناجم عن المخدرات، والتي تم تأسيسها وإدارتها من قبل أشخاص لديهم خبرة في تعاطي المخدرات، والذين يقدمون المشورة والخدمات في بيئة غير قضائية وغير تمييزية".
وتتابع: "العملاء الذين يأتون إلى الأوه زون يقدرون الحصول على المشورة من قبل أشخاص متشابهين في التفكير".
ومن جانبه، يرى "جاراتانابورن" أن أماكن مثل الأوه زون تساعد على الحد من الوصم الذي يواجهه الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وتشجعهم على طلب العلاج.
وأضاف: "كما لعب التحول الكبير في النظام الصحي في تايلاند دورا مهما، حيث تم إدخال التغطية الصحية الشاملة (UHC) في تايلاند في عام 2002 ومهدت الطريق للرعاية الشاملة، بما في ذلك الخدمات الأساسية مثل اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، والوقاية قبل التعرض، أو PrEP، وإحالات العلاج، وفحص وعلاج الأمراض المنقولة جنسيا (STIs) والتهاب الكبد C".
لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، حيث إن نسبة منخفضة جدا من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن مسجلون في العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، أو ART، الذي يستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، وفي عموم السكان، يتلقى نحو 90% من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، ولكن هذه النسبة تقل عن 50% بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.
تقول: "بيترز": "أدى قانون المخدرات الجديد الذي تم تقديمه في ديسمبر 2021 أيضا إلى تغيير السرد بطريقة إيجابية حول الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات.. تاريخيا، كان لدى تايلاند قوانين عقابية للغاية تجرم مرتكبي جرائم المخدرات، وينص القانون الجديد على عقوبات متباينة بشأن جرائم المخدرات وبدائل للسجن في بعض الجرائم.. لأول مرة، يبدو أنه يتم النظر في صحة ورفاهية الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات".











