سوريون يكشفون تفاصيل ترحيلهم من تركيا قسريًا تحت تهديد السلاح والضرب

رووا معاناتهم لـ«جسور بوست»

سوريون يكشفون تفاصيل ترحيلهم من تركيا قسريًا تحت تهديد السلاح والضرب

«جسور بوست» تناقش التعامل السيء تجاه اللاجئين السوريين وترحيلهم القسري في ظل الأوضاع الصعبة في سوريا 

 

يقال "إن العدل أقل تكلفة من الظلم والأمن أقل كلفة من الحرب، ورغم ذلك يغرق السوريون في الأعلى تكلفة من ظلم وحرب.

ويعيش اللاجئون السوريون اليوم في أزمة إنسانية ضخمة بسبب ترحيل قسري يقوم به الأتراك من بلادهم، وترحيلهم مرة أخرى إلى خراب فروا منه ولازالوا يجدوا تبعاته.

وتعتبر تركيا من أهم الوجهات التي يلجأ إليها السوريون الفارّون من الحرب، حيث تستضيف حوالي 3.7 مليون لاجئ سوري. 

وتفيد تقارير وشهادات لعديد من اللاجئين بأنهم يتعرضون لممارسات قاسية وتعسفية من قِبَل السلطات التركية، تشمل هذه الممارسات اعتقالات تعسفية، وترحيل قسري للعديد من اللاجئين السوريين إلى بلادهم دون ضمانات سلامتهم أو احترام حقوقهم الأساسية. 

هذا النوع من التعامل يتسبب في تفاقم معاناة اللاجئين الذين هربوا من العنف والدمار في سوريا، ويضيف عبئًا إضافيًا على أملهم في الحصول على حياة آمنة ومستقرة. 

والترحيل القسري يعد انتهاكًا لحقوق الإنسان وقد يخالف القوانين التي تحمي هذه الحقوق، وحق الشخص في الحرية والأمن الشخصي هو حق أساسي مضمون في العديد من الوثائق الدولية والوطنية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقية الدولية لحقوق المدنيين والسياسيين.

يتعارض الترحيل القسري مع هذه الحقوق عندما يتم نقل الأفراد بدون موافقتهم أو إجراءات قانونية عادلة. 

ويشمل ذلك أيضًا إجبار الأشخاص على مغادرة بلدهم بدون وجود أسباب شرعية ومبررة، مثل التعذيب أو المعاملة القاسية أو التمييز أو مخاطرة بالحياة أو الحرية.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه تركيا تحديات هائلة في استيعاب عدد كبير من اللاجئين، وهذا يشكل ضغطًا إضافيًا على مواردها الاقتصادية والمجتمعية، ومع ذلك، يجب أن تحترم السلطات التركية حقوق اللاجئين وتتعامل معهم بشكل إنساني، مع توفير الدعم اللازم لهم للتخفيف من معاناتهم. 

وتحث منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية الحكومة التركية على تحسين ظروف التعامل مع اللاجئين السوريين وأن يتم التشاور معهم للوصول إلى حلول بناءة تضمن حقوقهم ورفاهيتهم. 

ويرى محللون هاتفتهم "جسور بوست" وجوب عمل الحكومة التركية على وضع سياسات أكثر إنسانية تعكس التزامها بحماية حقوق اللاجئين وعدم تشريد الأفراد بطرق غير قانونية، ووجوب تعاون الدول المجاورة لسوريا، بما في ذلك تركيا، مع المجتمع الدولي للتعاون من أجل توفير الحماية والمساعدة اللازمة للاجئين السوريين، وضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى بلادهم عندما تتحسن الظروف في سوريا. 

"جسور بوست"، تناقش أوضاع اللاجئين السوريين وأسباب تهجيرهم قسرًا ومعانتهم بعد الترحيل إلى بلادهم.

السوريون الذين يواجهون الترحيل القسري من اسطنبول يعطون مهلة مؤقتة - BBC  News عربي

ترحيل تحت تهديد السلاح

بنبرة جادة لا تخلو من آسى تعرفه فور سماعه، تحدث محمد الأحمدي من إدلب سوريا، تم ترحيله قسريًا على يد السلطات التركية منذ شهر إذ يقول: "تم ترحيلي قسرًا إلى شمال سوريا، منذ شهر في الساعة السابعة صباحا أثناء ذهابي إلى العمل، ضربوني ووضعوا الكلبشات بيدي كما المجرمين ثم أخذوا الهاتف مني حتى لا أراسل اي شخص، ثم حبسوني في السجن لمدة اسبوع فقط كانوا يمدوننا بالماء، كان هذا السجن بمدينة اسطنبول، بعدها أخذونا إلى سجن قريب من الحدود السورية التركية لمدة خمس ساعات، أخذوا منا الهوة الشخصية ثم رحلونا عبر معبر"باب الهوا".

وعن عمله قال: "كنت أعمل باسطنبول منذ سنة كموظف في معمل لتدوير النفايات، الترحيل تم تحت الضرب والإهانة بدون سؤال أو جواب، كنا نحبس بمنازلنا ولا نستطيع الخروج للشارع لقضاء حواجئنا، لقد عانينا عنصرية هي للعرب بشكل عام وللشعب السوري بشكل خاص، يكرهوننا بلا بسبب، كنت أعمل بتركيا وأعول أسرتين أسرة والدي ووالدتي وأسرتي وأبنائي، والآن لا يوجد من يعيلهم وأعمل في الشمال المحرر براتب ضئيل جدًا لا يكفي أحدًا، لقد تعرضت للمضايقات أكثر من مرة من قِبل شباب أتراك عنصريين قبل اتخاذ الحكومة إجراءات الترحيل، كانوا يبتزونا لأخذ أموالنا وأحيانًا يضربوننا وأحيانًا يخطفونا، وحينما كنا نشتكي للبوليس كان التجاهل سيد الموقف ولا حياة لمن تنادي".

وعن حاله عن وصوله إلى سوريا قال: "أسكن حاليًا في مخيمات عشوائية لا توجد به خدمات ولا مقومات الحياة ووضعنا صعب ونطلب الفرج من الله، اعتمدنا على أنفسا في تشييد المخيمات، أما الأكل فنسرقه أحيانًا وأحيانًا نشتريه". 

تحت تهديد السلاح والحاجة

القصة والتفاصيل ذاتها يرويها باسم إبراهيم متحدثًا: "تحت تهديد السلاح نُسرق من أتراك، وتحت تهديد الحاجة نتحمل المهانة والعنصرية، كنت بتركيا أعمل 15 ساعة باليوم، والأجور ضعيفة وليس هناك تأمين وهناك ضييق وعنصرية، وسوريا بها مشاكل كثيرة ولذا كنا نضطر نقبل بهذا الوضع، وهذه الظروف هي التي جعلنا نفر من سوريا حتى بالتهريب ندفع ما قيمته 1500 دولار، ومن تركيا ينتشرون في الدول الأوروبية، نحن مضطرون للعمل بأجور قليلة والتحمل وإلا فما البديل".

وعن أسباب الترحيل قال: "إنهم يمنعوننا من استخراج الهوية التركية فيطلبون كثير من الأشياء ويتحججون بحجج واهية من أجل تعطيل استخراج الهوية، حتى أن يوم حدث الزلزال كانت الأولوية في الإنقاذ للبنايات التي يسكنها أتراك أما نحن فلا نجد التعذيب والضرب واتهامنا بتهم غير صحيحة وغير مقبولة، يفتعلون معنا المشاكل مثلا يدخنون في وجوهنا ويفتعل المشكلة وفي النهاية يلقى باللوم على السوري، لقد تم ترحيلنا دون سؤالنا عن أسرنا التي معنا ولا يعنيهم هذا الأمر، منذ أسبوع خرج صديقي وكان معه 900 دولار أجر عمله حاوطه مجموعة شباب من الأتراك وتحت تهديد السلاح أخذوا قوت أولاده".

أوروبيون ونحن عرب

سافرت تركيا منذ أربع سنوات بهدف العمل والهروب من الأوضاع السورية السيئة، وللأسف المواطن السوري لا أحد يقدره في العالم، لقد رحلت قسرًا ، خرجت أشتري العشاء تم إلقاء القبض عليَّ لقد تعرضنا لأذى ومهانة وعنصرية هم يتعاملون على أنهم أوروبيون ونحن عرب يسيئون إلينا بألفاظ نابية.

يتابع تم القبض عليّ باسطنبول وتم ترحيلنا بـ"الباص" وضعونا بالسيارة لمدة خمسة أيام كانت السيارة ممتلئة عن آخرها، والوضع في سوريا سيء للغاية أخبرونا أن نعود وأن الأمور صارت أفضل لكن هذا غير حقيقي، ولو كان حقيقي لما سافرت من الأول إلى تركيا وأتعامل بهذه الطريقة.

أسباب الترحيل

من جهته، علق الخبير الأمني، فؤاد علام بقوله، إن الترحيل السوريين من تركيا قد يعود لعدة أسباب، منها القوانين والسياسات الهجرة التي تنظم حركة اللاجئين في تركيا، حيث يتم اعتبار اللاجئين السوريين في تركيا كلاجئين مؤقتين وليسوا مواطنين، وعليه قد يتم تنفيذ سياسات لتوجيه اللاجئين إلى بلدان أخرى أو ترحيلهم إلى سوريا عند حدوث تغيرات في السياسة الهجرة. 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، بعض البلدان الأخرى قد تضغط على تركيا لمنع تدفق اللاجئين إلى حد معين، وبالتالي فإنها قد تتخذ إجراءات لترحيل السوريين إلى الدول التي يتم الاتفاق عليها كمكان لإعادة التوطين أو لإعادتهم إلى سوريا، ومن الجوانب الأخرى، يمكن أن يكون هناك أيضًا أسباب أمنية أو اقتصادية، حيث يمكن لبعض اللاجئين أن يشكلوا تحديات أمنية أو اقتصادية على تركيا وبالتالي يتخذ القرار بترحيلهم بناءً على تلك الاعتبارات. 

وأتم، يجب أن نلاحظ أن ترحيل اللاجئين ومناقشة إجراءات الترحيل هو موضوع حساس ومعقد وعليه، قد تختلف السياسات والممارسات من بلد إلى آخر ومع تغير الظروف والتطورات السياسية. 

اللواء فؤاد علام: حملة الإخوان فاضحة لانقسامات الجماعة الإرهابية.. و3 محاور  للتغلب على الإعلام الموجه - بوابة الأهرام

هل الاقتصاد هو السبب؟

أرجع الخبير الاقتصادي، رشاد عبده الأمر إلى أسباب منها التراجع الاقتصادي الذي عاشته تركيا إلى عوامل تساهم في تضرر الاقتصاد التركي مؤخرًا، من بين هذه العوامل جائحة كوفيد-19،حيث أثرت الجائحة بشكل كبير على النشاط الاقتصادي في تركيا، وتم تطبيق قيود على الحركة والأعمال، مما أثر على القطاعات الاقتصادية المختلفة. 

وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، مما ساهم في التأثير على الاقتصاد التركي هو التضخم، حيث تعاني تركيا من ارتفاع معدل التضخم في السنوات الأخيرة، مما يقلص قوة الشراء للمواطنين ويؤثر على الثقة في الاقتصاد، أيضًا السياسات الاقتصادية،حيث أن بعض القرارات الاقتصادية والتدخلات الحكومية قد تسببت في عدم الاستقرار الاقتصادي. على سبيل المثال، هناك بعض القلق بشأن استقلالية البنك المركزي في تركيا وتأثير ذلك على السياسات النقدية. 

خبير اقتصادي: رفع الحد الأدنى للأجور يقلل من آثار تضخم ما بعد كورونا

وأتم، تأثر الاقتصاد التركي ببعض التوترات في العلاقات الدولية، وذلك بسبب النزاعات السياسية والتجارية والعقوبات التي فرضتها بعض الدول الأخرى، ونؤكد على أن هذه العوامل هي مجرد أمثلة وليست شاملة، إذ يتأثر أي اقتصاد بمجموعة من التحديات والظروف المحلية والعالمية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية