تحذير من مجاعة باليمن.. و"الغذاء العالمي" يعلق مساعداته بداية من أغسطس

تحذير من مجاعة باليمن.. و"الغذاء العالمي" يعلق مساعداته بداية من أغسطس

حذر وكيل محافظة مأرب اليمنية الدكتور عبدربه مفتاح، من كارثة إنسانية جراء تراجع التدخلات الإنسانية للمنظمات الأممية والدولية في المحافظة، مؤكداً أن ناقوس الخطر ينذر بحدوث مجاعة.

وطالب المسؤول الحكومي، المنظمات بالإيفاء بالتزاماتها والقيام بمهامها وواجبها الإنساني تجاه النازحين والمهاجرين الأفارقة والمساعدة في تقديم الرعاية والخدمات الأساسية لهم وفي مقدمتها توفير الغذاء والمياه الصالحة الشرب والمأوى والإيواء والخدمات الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات.

جاء ذلك خلال لقائه قائد فريق مراجعة أوضاع النازحين التابع للجنة المشتركة للوكالات الأممية لويس سيدا، والمسؤولة الجديدة عن قسم الحماية والترحيل الطوعي بمكتب المنظمة الدولية للهجرة باليمن، إيميلي بيل، لبحث مستوى استجابة المنظمات الأممية لاحتياجات النازحين وأوضاع المهاجرين الأفارقة والخدمات والتدخلات المقدمة لهم، وفق موقع "الصحوة نت" اليمني.

وجرى بحث استمرار التنسيق لاستئناف الترحيل الطوعي لـ300 مهاجر غير شرعي من القرن الإفريقي إلى المحافظة، ممن يرغبون في العودة الطوعية إلى موطنهم خلال الفترة القادمة.

وخلال اللقاءين، كلاً على حدة، قدم الوكيل مفتاح للفريقين شرحاً موجزاً عن أوضاع النازحين والمهاجرين الأفارقة الذين يستمر وصولهم إلى المحافظة بشكل يومي بحثاً عن الأمن والحرية والخدمات الأساسية.

وتطرق إلى التحديات والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية من أجل توفير الحماية والخدمات للنازحين والمهاجرين رغم شح الإمكانيات والموارد، في ظل انحدار وتراجع مستوى التدخلات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الأممية والدولية.

وانتقد وكيل محافظ مأرب غياب الشفافية والعدالة في توزيع التدخلات الإنسانية من قبل المنظمات الأممية والدولية، وتماهيها وخضوعها لإرادة وقرارات مليشيا الحوثي الإرهابية.

تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية 

من جهته، أفاد برنامج الغذاء العالمي (WFP) بأنه سيعلق تدخلاته في مجال الوقاية من سوء التغذية في اليمن بداية من الشهر المقبل، بسبب النقص الحاد في التمويل، ما سيؤثر على أكثر من مليوني شخص.

وقال البرنامج في تقرير حديث إن "النقص الحاد في التمويل إلى جانب الانقطاع المستمر للإمدادات، سيجبرنا على التعليق الكامل لنشاط الوقاية من سوء التغذية في اليمن اعتباراً من أغسطس المقبل، ما سيكون له أثر على 2.4 مليون شخص يعانون من سوء التغذية في البلاد، وهم من الذين يستهدفهم البرنامج أصلاً، خاصة بين الأطفال والنساء".

وأضاف التقرير أن هذا التعليق يأتي لتوجيه ما يتوفر لدى البرنامج من تمويلات بسيطة نحو علاج الحالات الأشد خطراً، حيث سيتم "استخدام الموارد الشحيحة المتاحة لتغطية متطلبات برنامج علاج سوء التغذية الحاد المنقذ للحياة"، والذي يعد أخطر من سوء التغذية المعتدل.

وأشار إلى أن البرنامج اضطر أيضاً إلى تحويل أكثر من 900 ألف شخص مستفيد من التحويلات القائمة على النقد إلى التوزيعات الغذائية العينية اعتباراً من دورة التوزيع الرابعة التي بدأت في منتصف يونيو الماضي، وذلك بسبب النقص الحاد في تمويل برنامج التحويلات القائمة على النقد، بحسب ما نقلته منصة "يمن فيوتشر" الإعلامية.

وأوضح التقرير أن تمويل خطة برنامج الغذاء العالمي للأشهر الستة المقبلة (أغسطس 2023- يناير 2024)، لم يتم تلبيته سوى بنسبة 28% فقط، من إجمالي المبلغ المطلوب والمقدر بـ1.05 مليار دولار أمريكي، فيما "تم التأكيد في يونيو الماضي على مساهمات بقيمة 139 مليون دولار من أستراليا والاتحاد الأوروبي والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية وصندوق اليمن الإنساني".

أزمة سياسية ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 7 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية