بكين تواجه أمطاراً غزيرة نتيجة الإعصار دوكسوري.. واستعدادات حكومية مكثفة

بكين تواجه أمطاراً غزيرة نتيجة الإعصار دوكسوري.. واستعدادات حكومية مكثفة

شهدت العاصمة الصينية بكين تساقط أمطار غزيرة، الأحد، جراء الإعصار دوكسوري الذي حلّ على البلاد، فيما عزّزت السلطات تدابيرها لمكافحة الفيضانات ودعت السكان إلى لزوم منازلهم.

وتفاديا لأي حادث عمدت مواقع كثيرة في بكين إلى الإغلاق مؤقتا، مثل المدينة المحرّمة ومدينة الملاهي الشعبية "يونيفرسال ستوديوز" ومكتبات ومتاحف.

وألغى المركز الوطني لفنون الأداء الواقع قرب ساحة تيان أنمين المغلقة هي أيضا، كل عروض الأوبرا والحفلات الموسيقية ليوم الأحد، وفق فرانس برس.

وأعلنت الصين حالة التأهب القصوى حتى بعد ظهر الاثنين على أقلّ تقدير مع توقع هطول أمطار غزيرة في منطقة شاسعة في شمال البلاد يسكنها مئات ملايين الاشخاص.

ويشمل هذا الإنذار الأحمر خصوصا بكين (22 مليون نسمة) ومدينة تيانجين المجاورة ومقاطعتي خبي في الشمال وشاندونغ في الشرق وكذلك جزء من خنان في الوسط.

ورفعت وزارة الموارد المائية الأحد استجابتها لمخاطر الفيضانات إلى المستوى الثاني، مع تعبئة المزيد من العناصر لضبط مجاري المياه والسدود.

وفي بكين تم إجلاء أكثر من 27 ألف شخص يعيشون في مناطق معرضة للخطر، فيما أجلي نحو عشرين ألف شخص من مدينة شيجيازوانغ، الكبرى على مسافة 250 كيلومترا جنوب غرب العاصمة، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية.

وقد يتخطى منسوب المياه في بعض الأنهار مستوى الإنذار مع احتمال حصول انزلاقات للتربة في المناطق الجبلية.

ودعت بكين السكان إلى "عدم الخروج إلا للضرورة".

ولقيت هذه التعليمات استجابة واسعة مع انحسار عدد السيارات والمارة في الشوارع بعد ظهر الأحد.

ولم يسجل وقوع أي ضحايا حتى الآن في العاصمة.

كذلك حضت البلدية الشركات على "عدم إرغام موظفيها على التوجه إلى أماكن عملهم إن لم يكن ذلك ضروريا".

ويضرب الإعصار دوكسوري الصين منذ الجمعة منتقلا من جنوب شرق البلاد صوب الشمال حيث بدأت تتساقط أمطار غزيرة، بحسب أجهزة الأرصاد الجوية.

وتلزم السلطات حذرا شديدا عند تساقط أمطار غزيرة منذ عام 2011 حين أدت فيضانات كبرى في وسط البلاد إلى مقتل أكثر من 300 شخص معظمهم في مدينة تشنغتشو الكبيرة.

وحاصرت المياه جراء الفيضانات المفاجئة في ذلك الحين الكثير من الأشخاص داخل السيارات في الأنفاق، ما أثار جدلا في البلاد إذ اتهم البعض البلدية بأنها تأخرت في إطلاق إنذار بشأن الأحوال الجوية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية