الأمم المتحدة: دول الكاريبي مستعدة بشكل أفضل للأعاصير

بفضل مشروعات الإنذار المبكر

الأمم المتحدة: دول الكاريبي مستعدة بشكل أفضل للأعاصير

ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الاثنين، أن دول منطقة البحر الكاريبي مستعدة بشكل أفضل للأعاصير والمخاطر الأخرى بعد اختتام مشروع مدته 3 سنوات ونصف السنة لتعزيز خدمات الطقس والمياه والمناخ. 

ووفقا لما نشره الموقع الرسمي للمنظمة، عرض المشروع الذي تبلغ تكلفته 6.5 مليون دولار أدوات عملية وأولويات صنع السياسات بما يتماشى مع خطة الأمم المتحدة لضمان تغطية جميع الناس على هذا الكوكب بأنظمة الإنذار المبكر بحلول نهاية عام 2027.

ويستهدف تعزيز نظم الأرصاد الجوية المائية والإنذار المبكر في منطقة البحر الكاريبي (CREWS Caribbean) البلدان الأعضاء في الكتلة الإقليمية، (الجماعة الكاريبية)، بهدف نهائي هو إنقاذ الأرواح والدخل.

و"CREWS" هي مبادرة مخاطر المناخ وأنظمة الإنذار المبكر، وهي صندوق متعدد الأطراف يدعم أقل البلدان نموا في العالم (LDC) والدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS).

تهديد بمليارات الدولارات 

عالج المشروع الثغرات في خدمات الإنذار المبكر التي تم تحديدها في تقييم موسم الأعاصير المدمر في منطقة البحر الكاريبي لعام 2017، والذي تميز بالأعاصير عالية القوة مثل إيرما وماريا التي خلفت سلسلة من الأضرار والدمار والإصابات في 12 إقليما. 

جدير بالذكر أن منطقة البحر الكاريبي معرضة بشدة للأعاصير والعواصف الاستوائية والفيضانات والانهيارات الأرضية وغيرها من مخاطر الأرصاد الجوية الهيدرولوجية الشديدة، ويختلف التعرض ونقاط الضعف عبر الجزر.

وفي كل عام، تعاني المنطقة أضراراً تزيد قيمتها على 1.6 مليار دولار بسبب الكوارث الطبيعية، وفقا للبنك الدولي. 

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "إن التقدم في العلوم والتكنولوجيا يجعل من الممكن التنبؤ بالمخاطر ونشر الإنذارات، ولكن يمكن عمل المزيد لتعزيز فهم الأثر المحتمل للأخطار المعقدة حتى تتمكن البلدان والمجتمعات من اتخاذ الإجراءات الاستباقية المناسبة". 

دعم المجتمعات الضعيفة 

ومن خلال هذا المشروع، زودت بلدان منطقة البحر الكاريبي بأدوات شملت وضع خارطة طريق استراتيجية للنهوض بنظم الإنذار المبكر القائمة على آثار الأخطار المتعددة. 

وبالإضافة إلى ذلك، وضعت تشريعات وسياسات نموذجية مكيَّفة مع الظروف الوطنية، في أنتيغوا وبربودا، وأنغيلا، وبربادوس، وبليز، وجامايكا، وسانت فنسنت وجزر غرينادين، وسانت كيتس ونيفس، وسانت لوسيا، وغرينادا.

وشملت التدابير الأخرى دعم تنفيذ بروتوكول الإنذار المشترك في أنتيغوا وبربودا، وبليز، وتركس وكايكوس، ووضع قاعدة بيانات كاريبية لحالات الطقس القاسي. 

وقادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المشروع بالتعاون مع شراكة البنك الدولي التي تساند البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل للحد من مخاطرها الناجمة عن الأخطار الطبيعية وتغير المناخ، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث. 

ومولته منظمة CREWS التي وافقت في يونيو على تمويل مشروع جديد مدته ثلاث سنوات لتعزيز نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة في المنطقة.

ويعد المشروع الذي تبلغ تكلفته 7 ملايين دولار حاليا في مرحلة التطوير ومن المتوقع أن يبدأ في الربع الأخير من العام.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية