ميانمار.. اعتقال مخرج سويسري أساء للبوذية في أحد أفلامه
ميانمار.. اعتقال مخرج سويسري أساء للبوذية في أحد أفلامه
أوقفت سلطات ميانمار/ بورما مخرجا وكاتبا سويسريا بدعوى الإساءة إلى الديانة البوذية في أحد أفلامه، حسب بيان لجيش ميانمار الذي يتولى الحكم في البلاد منذ الإطاحة برئيسة البلاد أونغ سان سو تشي وحكومتها في فبراير 2021.
وقال الفريق الإعلامي للمجلس العسكري أمس الجمعة، إن ديدييه نوسبومر البالغ من العمر 52 عاما، جرى توقيفه في 8 أغسطس الجاري، بسبب الفيلم "الذي أساء إلى أخلاق وكرامة الرهبان البوذيين"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وأضاف البيان أن الفيلم الذي تبلغ مدته 75 دقيقة تقريبا، ويحمل عنوان "لا تتوقع أي شيء"، جرى بثه عبر قناة بوذية على "يوتيوب" و"تيك توك" في يوليو.
وتابع أن الفيلم يحتوي على مشاهد تظهر فيها "امرأة شابة استخدمت كلمات وقحة ومهينة تطول ثقافة البوذيين وتقاليدهم وتسيء للفضائل الطيبة للرهبان".
ولفت البيان إلى أن 13 آخرين شاركوا في الفيلم “تصرفوا باستهتار حيال أخلاق وكرامة الرهبان”، مضيفا أنه "سيتم اتخاذ إجراءات فعالة ضد المعتقلين".
ويعد الدين جزءا مهما من الحياة اليومية للكثيرين في جميع أنحاء بورما ذات الغالبية البوذية، حيث يسير الرهبان بملابس قرمزية في الشوارع كل صباح وتنطلق الترانيم من قاعات الصلاة بانتظام عبر مكبرات الصوت في وقت متأخر من المساء.
وعام 2016، قضت المحكمة بسجن سائح هولندي 3 أشهر مع الأشغال الشاقة بتهمة إهانة الدين، بعد أن فصل مكبرا للصوت ينقل خطبة بوذية في وقت متأخر ليلا.
أزمة ميانمار
وتشهد ميانمار نزاعا داخليا حادا أعقب الانقلاب العسكري في فبراير 2021، ووفق تقديرات منظمة محلية، قتل أكثر من 2100 شخص في حملة قمع يشنّها المجلس العسكري ضد معارضيه.
وقادت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) جهودا لوقف النزاع، ولكنها غير مثمرة إلى الآن، وأقرت المجموعة المؤلفة من 10 دول في بيان مشترك الجمعة، بالفشل في تحقيق تقدم بشأن خطة طارئة لحل الأزمة من 5 نقاط.
وتشهد أنحاء عدة من البلاد اشتباكات بين مقاتلي "قوات الدفاع الشعبي" المجهزين غالبا بأسلحة يدوية الصنع أو بدائية وقوات المجلس العسكري، فيما يشير محللون إلى أن الجيش يواجه صعوبات في التعامل مع تكتيكات المقاتلين.
وتدور اشتباكات مع مجموعات متمردة أكثر تنظيما متمركزة على طول الحدود مع تايلاند والصين.
وفر أكثر من 700 ألف مسلم من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش منذ أغسطس 2017، عندما أطلق جيش ميانمار عملية تطهير ردا على هجمات جماعة متمردة.
واتُهمت قوات الأمن في ميانمار بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.