مظاهرات وعصيان مدني احتجاجاً على غلاء الأسعار جنوب سوريا
مظاهرات وعصيان مدني احتجاجاً على غلاء الأسعار جنوب سوريا
تظاهر مئات السوريين بمناطق سيطرة الحكومة السورية بجنوب البلاد، اليوم الأحد؛ احتجاجا على غلاء الأسعار وتردي الوضع المعيشي في البلاد.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان صحفي اليوم، بتجمع المئات من أبناء القرى والريف في ساحة وسط مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية للتظاهر تنديداً بالواقع الاقتصادي والمعيشي المزري وسط هتافات مناهضة للنظام وحكومته.
ووفق المرصد، تأتي المظاهرة تزامناً مع العصيان المدني الذي بدأ اليوم في المدينة بعد الإعلان عنه من قبل عشائر بدو السويداء، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار إلى أن المدينة شهدت اليوم إغلاقاً تاماً لجميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية للمدينة من قبل عشرات المواطنين المحتجين، كما تشهد جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية إغلاقاً تاماً وسط انعدام في حركة المرور.
ولفت المرصد إلى تأجيل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم في فرع جامعة دمشق بمدينة السويداء ليوم آخر نتيجة العصيان المدني التام واستمرار الاحتجاجات المناوئة لحكومة النظام.
ونقل المرصد عن الحقوقي السوري مروان حمزة قوله إن "التجمع في السويداء بدأ وانطلق التوافد إلى المدينة تنديدا بالزيادات في الأسعار التي تأتي ضمن استمرار سياسة التنكيل بالسوريين وتجويعهم".
وأفاد بأنه تم غلق كل المحلات والإدارات تماشيا مع دعوات الاعتصام، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي حركة سير وكل الطرقات مغلقة، مطالبا بإسقاط النظام ورحيله وخروج كل القوات التركية والروسية والإيرانية من سوريا.
وأكد أن المظاهرات ستستمر إلى حين تحقيق كل المطالب بتراجع الحكومة عن قراراتها القمعية بزيادة أسعار المواد الأساسية.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أصدر يوم الثلاثاء الماضي مرسوما بزيادة الأجور بنسبة 100% وأعلنت الحكومة السورية قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة 150 إلى 200%.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور اثني عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.