قوات حفظ السلام في مالي تتعرض لثاني هجوم خلال أسبوع

قوات حفظ  السلام في مالي تتعرض لثاني هجوم خلال أسبوع
قوات حفظ السلام

في حادثة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع، تعرضت قافلة تابعة للأمم المتحدة لهجوم مباشر أثناء انسحابها من إحدى قواعد حفظ السلام في إطار المرحلة الأولى من إنهاء عمل البعثة في مالي.

ووفقا لما نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، أطلق مسلحون مجهولون النار من مسافة بعيدة على القافلة التابعة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) بينما كانت في طريقها من غاو إلى ميناكا، قبل أن يلوذ المسلحون بالانسحاب من المكان.

وخلال المؤتمر الصحفي اليومي، أفادت فلورنسيا دي سوتو من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة بعدم وقوع أي إصابات في صفوف قوات حفظ السلام، وذكرت أن القافلة وصلت إلى وجهتها المقصودة دون أي مشكلات أخرى.

وأضافت: "إن هذا الهجوم هو تذكير آخر بالتحديات التي تواجهها البعثة أثناء انسحابها من البلاد، بناءً على طلب السلطات المالية وعملا بقرار مجلس الأمن رقم 2690.. تقترب البعثة من الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من خطتها للانسحاب، والتي تستلزم إغلاق وتسليم القواعد الأبعد والأصغر إلى الحكومة الانتقالية".

وخلال الأسابيع الماضية، أغلقت بعثة مينوسما قواعدها في أوغوساغو وبير وغوندام، ومن المتوقع أن تتبعها القاعدة الأممية في ميناكا.

وشددت "سوتو" على ضرورة إبقاء سلامة وأمن قوات حفظ السلام أولوية طوال عملية الانسحاب، والتي من المقرر أن تكتمل بحلول نهاية العام الحالي.

زيارة بيير لاكروا

زار وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جون بيير لاكروا، مالي في الفترة بين 17 و19 أغسطس الجاري، للقاء السلطات المالية والأطراف المعنية لبحث تقدم خطة الانسحاب التدريجي والمنظم لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بحلول آخر العام الحالي.

وبحث "لاكروا" خلال الزيارة أيضا تسليم مهام البعثة للسلطات المالية ولفريق الأمم المتحدة القُطري ومكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2690.

والتقى "لاكروا" أيضا أفراد الأمم المتحدة في مالي حيث، أعرب عن تقديره لهم ولتفانيهم وتضحيتهم خلال السنوات الماضية في خدمة ودعم شعب مالي.

وحول انسحاب البعثة من مالي، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن قافلة تقل حفظة سلام ومعدات من مخيم بير في إقليم تمبكتو قد وصلت بأمان إلى مدينة تمبكتو يوم الثلاثاء.

ومن ناحية أخرى، أفادت قوات حفظ السلام في مالي بأن إحدى قوافلهم المتجهة من ميناكا إلى غاو، في إطار عملية الانسحاب، تعرضت لإطلاق النار من عناصر مسلحة مجهولة مساء الثلاثاء.

وأشار حق إلى عدم الإبلاغ عن وقوع أي إصابات في صفوف حفظة السلام، وكانت القافلة تقل أفرادا من الوحدة العسكرية من النيجر ووحدة الشرطة من توغو بالإضافة إلى معدات.

وأدانت بعثة الأمم المتحدة هذا العمل، وأكدت أن أي هجوم على حفظة السلام يمكن أن يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي.

أزمات سياسية وأمنية

مالي، تلك الدولة الفقيرة في منطقة الساحل، كانت مسرحا لانقلابين عسكريين في أغسطس 2020 مايو 2021.

وتترافق الأزمة السياسية في هذا البلد مع أزمة أمنية خطيرة مستمرة منذ 2012 واندلاع تمرد لانفصاليين ومتشددين في الشمال أسفر عنها نزوح مئات الآلاف داخليا.

وشهدت مالي انقلابين عسكريين منذ أغسطس عام 2020 عندما أطاح الجيش بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا.

وأثارت الخسائر المتزايدة للجيش في معركته ضد المتشددين احتجاجات ضد كيتا مهدت الطريق لانقلاب ضباط الجيش الأول في أغسطس 2020.

وفي مايو 2021 وقع انقلاب ثانٍ عندما أطاح الرجل القوي غويتا بحكومة مدنية مؤقتة وتولى الرئاسة الانتقالية.

ويشدد المجلس العسكري الحاكم في باماكو قبضته على البلاد منذ فرض المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) عقوبات على مالي في التاسع من يناير دعمتها فرنسا والدول الشريكة الأخرى.

البيئة الأمنية السائدة في مالي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد، حيث ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في عام 2022 إلى 7.5 مليون شخص، مقارنة بـ5.9 مليون شخص في عام 2021.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية