سويتشيرو هوندا.. كيف تصنع إمبراطورية من العدم؟
سويتشيرو هوندا.. كيف تصنع إمبراطورية من العدم؟
كتبت- مروة بدوي
أن تولد في عائلة صناعية وتملك حلما بتصنيع أول سيارة بالبلاد، قد يكون هدفا محتملا وقابلا للتحقيق، لكن أن تولد وأنت معدم لا تملك شيئا من حطام الدنيا غير عقلك وطموحك وتتمكن من أن تغزو العالم وتجعل اسمك يتردد بفخر في أرجاء الكرة الأرضية، قد يبدو مستحيلاً بالنسبة للبعض، لكن اليابانيين لا يعرفون معنى المستحيل وها هو سويتشيرو هوندا يعلم كل شخص كيف يتحول من فقير مدقع إلى رائد أعمال وواحد من أثرياء العالم.
عام 1906 ولد هوندا في أسرة فقيرة جداً وبسبب العوز وسوء التغذية توفي خمسة من إخوانه، وكان هوندا طالبًا فاشلاً يتهرب من المدرسة وينتقد النظام الدراسي وأسلوب التعليم القائم على التلقين فقد كان يهوى التجربة والتعلم بالمحاكاة، بسبب ظروف العائلة كان هوندا يساعد والده الحداد الذي يصلح الدراجات الهوائية، ومن هنا تعلق هوندا بالدراجات والآليات بشكل عام.
وفي سن 15 عاما ترك قريته وسافر إلى طوكيو وكما يقول هوندا "لقد تسمرت أمام أول سيارة رأيتها بحياتي وأعتقد بأن هذه اللحظة ولدت داخلي فكرة اختراع سيارة"، عمل هوندا في محل لتصليح السيارات عدة سنوات ثم افتتح ورشته الخاصة وعكف على تطوير أطواق مكابس المركبات، وفي عام 1928 حصل هوندا على براءة اختراع لتصميمه مكابح معدنية للسيارات، ودخل هوندا إلى عالم الابتكار وأسس أول مصنع في حياته وبدأ الحظ يبتسم لهذا الفتى الفقير.
لكن في نفس العام دخلت اليابان الحرب العالمية الثانية وانتهى الأمر بضربها بالقنابل الذرية التي أصابت مصنع هوندا وشلته عن العمل حتى جاء عام 1945 وتم تدمير المصنع بالكامل بسبب زلزال، ليعود هوندا مثل بلاده معدمًا لا يملك شيئًا.
لكن هل انتهى الأمر؟ على العكس، لقد بدأت الرحلة الحقيقية لهوندا الذي دخل سوق الدراجات النارية بمحض الصدفة فقد عانى السوق الياباني ندرة الوقود والانهيار الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية، ليعتمد الكثيرون على الدراجات الهوائية ومنهم هوندا، لكنه ربط دراجته الهوائية بمولد صغير وجده في مخلفات مصنعه، وهذا الحل السهل والأنيق غير مستقبل هوندا ومستقبل صناعة الدراجات النارية بالعالم.
أسس هوندا شركته عام 1948 وطرح موديله الأول من الدراجة النارية بأسعار مناسبة وعمل على تطويرها حتى أصبح أكبر مصنع للدراجات النارية في اليابان، ولم يقف عند ذلك بل دخل السوق الأمريكي وخاطب عقول المراهقين حول العالم عبر واحدة من أشهر الحملات الإعلانية بالتاريخ والتي جعلت هوندا تستحوذ على 60% من حصة السوق العالمية لصناعة الدراجات.
وبعد هذا النجاح عاد لحلمه الأول ودخل سوق السيارات وطرح أولى سياراته عام 1975 وباتت هوندا من أبرز الشركات اليابانية الرائدة في صناعة الدراجات والسيارات وتنافس جنرال موتورز، وفورد، ومرسيدس ومن أشهر أقوال هوندا "على الرغم من أنني قمت بالكثير من الأخطاء، واحدًا تلو الآخر، لكن ليس هناك خطأ أو فشل تكرر مرتين لذلك، أؤكد لكم أن النجاح يمثل 1% من عملنا الذي ينتج عن 99% من فشلنا".