بعد 5 أشهر من الاشتباكات.. خسائر فادحة ومخاوف من حرب أهلية بالسودان

بعد 5 أشهر من الاشتباكات.. خسائر فادحة ومخاوف من حرب أهلية بالسودان
اشتباكات السودان

لا تزال الحرب مستعرة في مدن السودان للشهر الخامس على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل محاولات لم تتوقف من قبل أطراف دولية وإقليمية للتهدئة واحتواء ذلك الصراع الذي أدى إلى خسائر وأضرار بشرية واقتصادية ومجتمعية.

في هذا الإطار، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجهات الدولية والإقليمية للمساهمة في إيقاف الأعمال العدائية في السودان. 

وحذر “غوتيريش” في تصريحات له يوم الجمعة من تحول الصراع في السودان إلى حرب أهلية بسبب ما وصفه بالتعبئة العرقية المتزايدة في البلاد، وفق قناة “الغد”.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدق فيها المنظمة الأممية ناقوس الخطر من عواقب تلك الحرب، ففي يوليو أشارت إلى أن السودان على وشك الانزلاق إلى «حرب أهلية شاملة» قد تزعزع الاستقرار في المنطقة بأكملها على خلفية غارة جوية نفذت على منطقة سكنية أسفرت عن سقوط قتلى من المدنيين.

نزوح وأزمة غذاء وتفشي أمراض

ويعود الصراع في السودان إلى منتصف أبريل الماضي، حيث تصاعدت حدة الاشتباكات بين طرفي النزاع منذ ذلك الحين، مخلفة مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمارا كبيرا في البنية التحتية، بجانب نزوح ولجوء عشرات الآلاف، بينما فشلت جميع المساعي الرامية إلى وقف الحرب السودانية من الوصول لأهدافها.

وبحسب منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيث فإن النزاع في السودان، وما خلفه من جوع ومرض ونزوح، يهدد بإغراق البلاد بأكملها فيما تغذي الحرب.

وفي الأسبوع الأخير من أغسطس الماضي، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن أكثر 3.6 مليون شخص نزحوا داخليا.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن قرابة 950 ألف لاجئ وطالب لجوء وعائد التمسوا الأمان خارج السودان وخصوصا في تشاد ومصر وجنوب السودان.

وفي يونيو الماضي، توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في تقرير لها تصاعد انعدام الأمن الغذائي الحاد، الذي سببته الأزمة المستمرة في السودان خلال الأشهر المقبلة.

وقالت المنظمة الدولية إنها تحتاج وبشكل عاجل إلى 95.4 مليون دولار لتوسيع نطاق الاستجابة، لإنقاذ الأرواح وتمكين الوصول إلى الغذاء وحماية سبل العيش الحيوية وذلك لحوالي 15 مليون شخص.

بينما توقعت منظمة الصحة العالمية في أبريل تفشي الأمراض وصعوبة الوصول إلى الغذاء والماء وانقطاع الخدمات الصحية الأساسية في السودان بسبب الصراع، ووسط مخاوف من «خطر بيولوجي» مرتفع بعد سيطرة مقاتلين على مختبر وطني في ظل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

ويحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية