مجلس حقوق الإنسان يناقش ضمان الإدماج والعدالة للمنحدرين من أصل إفريقي
خلال فعاليات الدورة الـ54 في جنيف
استعرض المنتدى الدولي لتعزيز حقوق الإنسان تقريره أمام الدورة الـ54 لمجلس حقوق الإنسان والمنعقدة في جنيف خلال الفترة من 11 سبتمبر إلى 6 أكتوبر 2023.
وتناول التقرير حقوق الأشخاص من أصول إفريقية، والتي يؤكد المنتدى أنه يعقد أهمية كبيرة على صياغة إعلان للأمم المتحدة -بشأن تعزيز حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي وحمايتها واحترامها على نحو تام- يكمل صكوك حقوق الإنسان القائمة فيما يتعلق بالمنحدرين من أصل إفريقي ويطورها ويسد الثغرات فيها.
ويؤكد أن الإعلان سيكون أداة حيوية لضمان الكرامة والإدماج والإنصاف والعدالة التعويضية للأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي.
ويمثل المنتدى الدولي نتاجًا لمساعي الجمعية العامة التي اتخذت قرارًا في نوفمبر 2014 لإنشاء هيئة تشاورية تخصص للأشخاص من أصل إفريقي.. وفي ديسمبر 2018، تقرر تشكيل هذه الهيئة بشكل نهائي بعد مشاورات إضافية وحوار مفتوح مع الأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي.
وانطلق المنتدى في عام 2021 بموجب القرار 75/ 314 وأصبح واحدًا من الهيئات التشاورية الرئيسية فيما يتعلق بمسائل حقوق الإنسان للأشخاص من أصل إفريقي، وتم تشكيله بشكل كامل في مايو 2022 وكلف بمهمة تعزيز حقوق الإنسان ومكافحة التمييز ضد الأشخاص من أصل إفريقي.
وحمل التقرير عنوان" تحقيق الحلم: إعلان يصدر عن الأمم المتحدة بشأن تعزيز حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي وحمايتها واحترامها على نحو تام، تضمن موجزًا لمداولات المنتدى الدائم خلال دوريته الأولى والثانية واستنتاجاته وتوصياته.
وتمثل الدورتان الأولى والثانية من المنتدى الدولي تجسيدًا للقرار 75/ 314 الصادر في سبتمبر 2019، الذي فرض التزامًا على المنتدى بتقديم تقرير سنوي عن أنشطته.
وتركز هذه التقارير على تلخيص المداولات والاستنتاجات والتوصيات الهامة التي تم التوصل إليها خلال هذه الاجتماعات.
المجتمع المدني
ووفقًا لاستعراضه، أكد المنتدى الدائم من جديد دوره الحاسم في إشراك المجتمع المدني في مختلف مناطق العالم لالتماس مساهماته في إعداد الإعلان.
ويرى المنتدى أن التنفيذ الكامل والفعال لكل من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وإعلان عمل برنامج الأديان لا يزال يُشكل حجز الزاوية في التصدي للتمييز العنصري ضد المنحدرين من أصول إفريقية، غير أنه من الضروري أيضًا الاعتراف الشامل بالتمييز العنصري النظمي والهيكلي على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والعالمي ورصده والتصدي له بفعالية.
وأكد المنتدى الدائم ضرورة إدراج الحقوق الجماعية والفردية على حد سواء من أجل التصدي بفاعلية للتمييز العنصري النظمي والهيكلي ضد المنحدرين من أصل إفريقي والقيام في بعض السياقات الاجتماعية بحماية الحقوق الثقافية والاجتماعية والدينية الإقليمية والبيئية وغيرها من الحقوق للمنحدرين من أصل إفريقي، وإشراك المنحدرين من أصل إفريقي وتمكينهم فيما يتعلق بوضع السياسات التي تهمهم وتنفيذها ورصدها.
يذكر أن المنتدى خلال دورته السنوية الأولى في جنيف في ديسمبر 2022، تناقش عدة مواضيع مهمة تتعلق بمستقبل صانعي السياسات للمنحدرين من أصل إفريقي، ودورهم في مجتمعاتهم.
وتم التطرق إلى مسائل العدالة المناخية والتنمية المستدامة وأهمية تحقيق المساواة الكاملة.
ويعد المنتدى الدولي المعني بالأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي، إحدى المنصات الرئيسية التي تعمل على تعزيز حقوق الإنسان ومكافحة التمييز ضد هذه الفئة الهامة من المجتمع العالمي.
وتمثل الدورتان الأولى والثانية للمنتدى خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافه وتعزيز مكانته في الساحة الدولية.
وبدأت الدورة الأولى بعرض ثقافي أعقبه جزء رفيع المستوى تضمن بيانات أدلى بها الأمين العام ونائبه رئيس كولومبيا، ومفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ورئيس مجلس حقوق الإنسان، والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان والمديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية وغيرهم.
وعين أعضاء المنتدى الدائم بالإجماع إبسي كامبل رئيسة وأليس أنجل نائبة للرئيسة وماكل مكيكرين مقررًا.
كانت المناقشة الأولى عن موضوع مكافحة العنصرية النظمية: صنع السياسات في المستقبل للمنحدرين من أصل إفريقي.
عنصرية
وذكرت المسؤولة الأممية كاثرين ناماكولا، أن محو تاريخ إفريقيا قبل الحقبة الاستعمارية والاعتداءات على حق المنحدرين من أصل إفريقي الذين يلتمسون الإنصاف، هي عوامل تسهم في العنصرية النظمية.
وقالت ناماكولا، إن الإجراءات المحددة لمكافحة العنصرية يجب أن تقاس بمؤشرات واضحة ومؤشر عالمي للعدالة العرقية، مشددة على أهمية التصدي للعنصرية النظمية بالاقتران مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وشددت على أن المنحدرين من أصول إفريقية تخلفوا عن الركب بسبب موروثات الاستعمار التي لا تزال تمس جميع جوانب حياتهم، حيث لم يتم بعد تفكيك الهياكل التي ترتكب العنصرية النظمية وإيجاد عقد اجتماعي يشمل المنحدرين من أصل إفريقي على نحو تام.