بعد تحذير أممي.. سيول جارفة تقطع طريقاً دولياً جنوبي اليمن (فيديو)

بعد تحذير أممي.. سيول جارفة تقطع طريقاً دولياً جنوبي اليمن (فيديو)

تسببت سيول جارفة مؤخرا في اليمن في قطع الطريق الدولي عدن- حضرموت، في منطقة العرقوب شرقي محافظة أبين جنوبي البلاد.

وتحدثت وسائل إعلام يمنية، عن أن السيول تسببت بتوقف المئات من المركبات المارة في الطريق الذي يتصل بسلسلة جبال العرقوب إلى الشرق من زنجبار مركز المحافظة.

وقالت مصادر محلية، إن أمطارًا متوسطة إلى غزيرة هطلت على مديرية خنفر، ومناطق في مديريات المنطقة الوسطى، دون أن تتسبب بخسائر، لكنها تسببت في قطع الطريق المذكور.

وتأتي هذه الفيضانات، في أعقاب تحذير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» من أنْ تشهد بعض المناطق الداخلية في اليمن فيضانات مفاجئة خلال الأيام المقبلة قد تؤثر سلبا على حياة أكثر من 6 آلاف شخص.

وتسبّبت صواعق رعدية بمقتل 6 نساء ورجل في غرب اليمن، فيما قضت امرأة في سيول أدت كذلك إلى تدمير عشرات المنازل، حسب ما أفادت، السبت، مصادر طبية ومحلية، وفقا لوكالة فرانس برس.

وقال الطبيب حمزة سعيد الذي يعمل في مستشفى مديرية اللحية في محافظة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر "لقيت 6 نساء ورجل حتفهم، وأصيب ثلاثة بجروح، جراء صواعق رعدية في مديرتي الليحة والزهرة".

وتخضع المنطقتان لسيطرة الحوثيين.

ونقلت وكالة "سبأ" المتحدّثة باسم الحوثيين عن مصادر محليّة "وفاة أسرة مكونة من 4 نساء بينهن فتاتان جراء صاعقة رعدية ضربت منزل المواطن محمد علي حداد في دير السليماني بمديرية اللحية".

وأشارت كذلك إلى "وفاة المواطن محمد يحيى زبل وزوجته وشقيقته نتيجة صاعقة ضربت منزلهم في منطقة بني زبل بمديرية الزهرة، أدت أيضاً إلى إصابة 3 أشخاص من الأسرة بجروح طفيفة وتم إسعافهم للمستشفى".

وفي مديرية حيس القريبة الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة في محافظة الحديدة، تسبّبت سيول بجرف عشرات المنازل، حسب ما أفاد مسؤول محلي فضّل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول التحدث للإعلام.

غالبا ما يشهد اليمن سيولا جراء الأمطار الغزيرة وعواصف رعدية.

وفي يوليو، تسبّبت عاصفة رعدية في عدن جنوبا بإصابة 6 مسافرين في مطار المدينة بجروح، بعد انهيار واجهات زجاجية في المطار وتهدّم جزء من سوره وتضرّر طائرتين تابعتين للخطوط الجوية اليمنية.

وتقول الأمم المتحدة إنه منذ بداية العام الحالي، أدّت تقلبات الطقس في اليمن إلى نزوح أكثر من 200,000 شخص عن منازلهم، علما أنّ الكثير منهم قد نزحوا بالفعل عدة مرات بسبب النزاع.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية