"الصحة العالمية": لا دليل على انتشار وباء في مدينة درنة بسبب الجثث المتراكمة
"الصحة العالمية": لا دليل على انتشار وباء في مدينة درنة بسبب الجثث المتراكمة
قال ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، الدكتور أحمد زويتن، إن المنظمة ليس لديها دليل على أن جثث القتلى جراء إعصار دانيال تحمل أي أمراض معدية خطيرة، حتى إن كانت متحللة.
وأوضح زويتن، أنه "يمكن أن يكون الأمر كذلك إذا كانت الوفاة مرتبطة بمرض معدٍ مثل الكوليرا أو الإيبولا"، وفقا لشبكة "بي بي سي".
تأتي هذه التصريحات في أعقاب مخاوف بدأت تنتشر في الأفق من أن الجثث المتراكمة قد تتسبب في انتشار الأوبئة في درنة، إحدى أكثر المدن الليبية تضررا من الإعصار.
وفي هذا الصدد قال زويتن إن أي أمراض أو عدوى من الممكن أن تُنقل فقط عن طريق المياه الملوثة، مضيفا أن "هناك حاجة ماسة لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب وكذلك بالصرف الصحي لتجنّب نقل أي أمراض عن طريق الماء أو الغذاء".
وأشار زويتن إلى أن إحدى أولويات منظمة الصحة العالمية الآن تتمثل في إعطاء التطعيمات للنساء الحوامل والأطفال.
وأضاف: "لقد رأينا في بيئات مختلفة عندما تتعطل برامج التطعيمات، قد نتوقع عودة ظهور بعض الأمراض كالحصبة، وهناك بعض الأمثلة التي رأينا فيها حالات لمرض شلل الأطفال".
وقال زويتن أصبحت هناك بعض المشافي خارج الخدمة بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.
نقص المياه النظيفة
وإلى جانب نقص الرعاية الطبية، يعاني سكان مدينة درنة من نقص المياه النظيفة.
وفي ذلك، يقول الناطق الرسمي لمركز الطوارئ والدعم في وزارة الصحة الليبية مالك مرسي، إن "مياه الصرف الصحي اختلطت مع مياه الآبار الجوفية" في مدينة درنة التي "تعتمد على الآبار الجوفية كمصدر للمياه".
وقال عضو اللجنة العليا لإدارة الأزمة من داخل مدينة درنة الزروق الزائدي: "بدأنا فعليا في أخذ عينات للآبار للتأكد من سلامة المياه، هذا الموضوع إحدى الأولويات، والمصادر البديلة هي إحضار وحدات تنقية المياه وتوفير مصدر للمياه خارج درنة".
وقد بدأت منظمات مجتمع مدني في توفير مياه شرب نظيفة للمتضررين من الإعصار.
ويقول قائد فرقة الإغاثة والعمل الإنساني بجمعية بيوت الشباب الليبية عمر الطبال: "وجدنا خلال الساعات الأولى من دخولنا درنة عجزا كبيرا فيما يتعلق بتوفر مياه الشرب، وعليه، فقد عملنا على توفير تلك المياه، وحتى هذه اللحظة قمنا بتوزيع أكثر من عشرين ألف علبة مياه" عن طريق فريق الإسناد الإغاثي للجمعية.
وبعد مرور ما يقرب من أسبوع على العاصفة، تتزايد التحديات التي تواجه رجال الإنقاذ، ويقول الناطق الرسمي لمركز الطوارئ والدعم في وزارة الصحة الليبية مالك مرسي، إن ثمة عراقيل تعيق عمل فرق الإنقاذ، كالدعم اللوجستي وفتح ممرات لدخول فرق الإنقاذ وسط انتشار الجثث، فضلا عن الطبيعة الجغرافية الوعرة للجبال والأودية في مدينة درنة.
ويقول رئيس قسم هيئة السلامة الوطنية في درنة الرائد فتحي مغيب الكريمي: "استخرجنا جثثا، ولأن الجثث كانت منذ أسبوع فهي في حالة تعفن كبيرة"، لكن النسبة الأكبر من الجثث داخل البحر، حيث حاولت غالبية السكان الهروب من الفيضانات إلى البحر، والذي لا يزال يلفظ جثثا، بحسب الكريمي.
وأضاف الكريمي: "تلقينا مساعدات كثيرة من دول، لكن الأزمة كبيرة وهناك شبه مدينة تحت البحر".
أما بالنسبة لإجراءات تعقيم الجثث، فيقول رئيس قسم هيئة السلامة الوطنية في درنة "عندما نجد الجثة تحت الركام، ننظفها جيدا ونضعها في الأكياس، وطبعا لدينا قفازات ومعقّمات لكن رائحة الجثث أصبحت أكثر قوة.. وبالتالي أصبحنا نستخدم كمامتين بدلا من كمامة واحدة".
وينفي عضو اللجنة العليا لإدارة الأزمة من داخل درنة الدكتور الزروق الزائدي، ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من انتشار أوبئة في مدينة درنة، قائلا: "حتى الآن لا توجد أي أوبئة ولا مؤشرات لظهور أي وباء"، مضيفا أن هناك حملة لتطعيم المواطنين والكادر الطبي والأشخاص الذين يتعاملون مع الجثث مباشرة.
ويضيف الزائدي: "منذ الساعات الأولى للكارثة شكّلنا لجنة طوارئ برئاسة دكتور عدنان عبدالجليل، وزير الصحة في الحكومة الليبية، ووضعنا في عين الاعتبار كل الاحتمالات وكل السيناريوهات بما فيها انتشار الأوبئة والخطط لإجلاء المواطنين في حال حدوث وباء".
لا نتوقع وباءً في مدينة درنة
في أعقاب مخاوف انتشار أوبئة داخل مدينة درنة، وصل يوم الثلاثاء فريق من الاستشاريين من كلية الصحة العامة في بنغازي إلى المدينة، للبدء في إجراء دراسة كاملة لبحث وتقييم الكوارث الطبيعية وتقييم جودة مياه الشرب وسلامة الغذاء والتغذية.
وتقول عميد كلية الصحة العامة في جامعة بنغازي الدكتورة راندة العمروني، التي تترأس الفريق: "لدينا خبراء في العدوى والحد من انتشارها وسيتم تقييم الوضع ووضع حلول مباشرة في نفس الخطة، وكذلك وضع تعليمات منها التعقيم الكامل".
وأضافت العمروني: "كخبراء صحة عامة لا نتوقع أن هناك وباء في مدينة درنة، بعض فرق الإنقاذ وافتنا ببعض المعلومات التي لا توحي أو لا تعطي نتائج بانتشار أي وباء، لأن وضع الجثث سليم وليست متعرضة لأي إصابات".
وتسبب إعصار دانيال في خسائر كارثية في الشرق الليبي، إذ جرف الإعصار أحياء سكنية كاملة في مدينة درنة، كما جاءت أعداد الوفيات جراء الفيضانات مروعة وُقدّرت بالآلاف.