«حماية الطفولة»: 18% من الأسر الأفغانية أُجبرت على عمل أطفالها

«حماية الطفولة»: 18% من الأسر الأفغانية أُجبرت على عمل أطفالها

أُجبرت 18% من العائلات في أفغانستان على إرسال أطفالها للعمل، مع انخفاض الدخل في الأشهر الستة الماضية مع ما يُقدر بمليون طفل منخرطين الآن في عمالة الأطفال، وفقا لاستطلاع أجرته منظمة "حماية الطفولة".

وجدت دراسة استقصائية شملت 1400 أسرة في سبع مقاطعات في أفغانستان أن 82٪ من الأفغان فقدوا الدخل منذ انتقال السلطة مجددا إلى حركة طالبان، وأفاد 18٪ بأنه لم يكن أمامهم خيار سوى إرسال أطفالهم إلى العمل.

وفقًا لتحليل "حماية الطفولة"، إذا تم إرسال طفل واحد فقط من كل عائلة إلى العمل، فإن أكثر من مليون طفل في البلاد ينخرطون الآن في عمالة الأطفال.

وأفاد أكثر من 80٪ ممن شملهم الاستطلاع بفقدهم الدخل، مع خسارة ثلثهم (34.8٪) كل دخل الأسرة، وخسر الربع (26.6٪) أكثر من النصف.. وتضررت العائلات التي تعيش في المدن أكثر من غيرها، حيث قالت نصف العائلات في كابول إنها فقدت دخلها بالكامل.

وأدى الارتفاع الهائل في الأسعار الناجم عن الأزمة الاقتصادية إلى عدم قدرة العديد من الأسر على شراء الغذاء، وأفاد نحو 36٪ من العائلات بأنهم يشترون الطعام من السوق بالائتمان، و39٪ يقترضون طعامًا من أسر ميسورة الحال.

وتغرق العائلات في الديون والفقر، وقال 7.5٪ إنهم كانوا يتسولون أو يعتمدون على الصدقات لإطعام أسرهم.

وفي أعقاب الصراع، والتراجع الاقتصادي الحر وارتفاع الأسعار، اجتاحت موجة وحشية من الجوع، أفغانستان، بالإضافة إلى الشتاء القارس، ومن المتوقع أن يواجه 14 مليون طفل مستويات عالية من الجوع تهدد حياتهم، كما أن معدلات سوء التغذية آخذة في الارتفاع.

وفي الشهر الماضي، أفادت منظمة أنقذوا الأطفال بأن عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الخطير الذين يزورون عياداتها الصحية قد تضاعف منذ أغسطس.

وقال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في أفغانستان، كريس نياماندي: "لم أرَ قط أي شيء مثل الوضع اليائس الذي نعيشه هنا في أفغانستان.. نعالج كل يوم الأطفال المصابين بأمراض مخيفة والذين لم يأكلوا أي شيء باستثناء الخبز منذ شهور".

وأضاف: "يتعين على الآباء اتخاذ قرارات مستحيلة، أي من أطفالهم يطعمون؟ هل يرسلون أطفالهم للعمل أم يتركونهم يتضورون جوعا؟ هذه خيارات مؤلمة لا يجب على أي والد أن يتخذها".

وأوضح: "لا يوجد نقص في الطعام هنا، الأسواق ممتلئة، ومع ذلك يتضور الأطفال جوعاً حتى الموت لأن والديهم لا يستطيعون دفع ثمن الطعام"، وأضاف:" كان يمكن، وينبغي منع هذا، ولكن لم يفت الأوان لمنع حدوث المزيد من المأساة إذا تحركنا الآن".

وتقدم منظمة أنقذوا الأطفال للعائلات مساعدات نقدية عاجلة ومستلزمات الشتاء مع المواد الأساسية، وتساعد المساعدة النقدية على منع العائلات من اللجوء إلى تدابير يائسة تؤثر سلبًا على الأطفال مثل عمالة الأطفال والزواج المبكر والوجبات المخفضة.

 

أزمة إنسانية

وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم فيها في أغسطس الماضي في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت عشرين عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75 بالمئة من الميزانية الأفغانية.

ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة 55 بالمئة من سكان أفغانستان، أي 23 مليون أفغاني، بحسب الأمم المتحدة.

ومنذ أشهر تدعو الأمم المتحدة إلى تخفيف العقوبات المفروضة على أفغانستان لتجنب انهيار البلاد، داعية كذلك إلى مضاعفة الجهود الإنسانية الرامية لإنقاذ أرواح الأبرياء، بجانب تعليق القواعد والشروط المقيدة لاقتصاد أفغانستان.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية