في اليوم الدولي لإزالتها.. تحذيرات أممية من وجود آلاف الأسلحة النووية بالعالم
يحتفل به في 26 سبتمبر من كل عام
لم تعد سلاحا للردع فحسب، بل باتت تهديدا صريحا للأمن والسلم الدوليين، هكذا تحولت الترسانة النووية إلى سلاح للفناء تحذر الأمم المتحدة منها مرارا وتدعو إلى إزالتها بالكامل.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، في 26 سبتمبر من كل عام، بهدف تعزيز التوعية بخطر الأسلحة النووية على البشرية وبضرورة إزالتها بالكامل.
ويعد تحقيق نزع السلاح النووي العالمي أحد أقدم أهداف الأمم المتحدة منذ عام 1946، والذي أنشأ لجنة الطاقة الذرية (التي تم حلها في عام 1952)، مع تفويضها بتقديم مقترحات محددة للسيطرة على الطاقة النووية والقضاء على الأسلحة الذرية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى القابلة للتكيف إلى الدمار الشامل.
وفي عام 1959، أقرت الجمعية العامة هدف نزع السلاح العام الكامل، فيما أقرت الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة المكرسة لنزع السلاح عام 1978 بأن نزع السلاح النووي ينبغي أن يكون الهدف ذي الأولوية في مجال نزع السلاح.
التهديد النووي
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية يذكرنا بأن لا سبيل إلى مستقبل يسوده السلام إلا بإنهاء التهديد النووي".
وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "في ظل أجواء الريبة والتنافس على الصعيد الجيوسياسي تفاقمت المخاطر النووية حتى وصلت إلى ما كانت عليه إبان الحرب الباردة، وفي الوقت نفسه، يحدث اليوم تراجع عن التقدم الذي أُحرز بشق الأنفس طيلة عقود عديدة لمنع استخدام الأسلحة النووية وانتشارها واختبارها".
وأضاف: "بمناسبة هذا اليوم المهم، نؤكد من جديد التزامنا بعالم خالٍ من الأسلحة النووية وفي مأمن من الكارثة الإنسانية التي من شأن استخدام هذه الأسلحة أن يحدثها، وهذا يستدعي أن تكون الدول الحائزة للأسلحة النووية هي صاحبة الزعامة عن طريق الوفاء بالتزاماتها بنزع السلاح والالتزام بعدم استخدام الأسلحة النووية أبدا أيا كانت الظروف".
وتابع: "يستدعي أيضا تعزيز نظام نزع السلاح وعدم الانتشار النوويين، بما في ذلك من خلال معاهدتي عدم انتشار الأسلحة النووية وحظر الأسلحة النووية، وهو يقتضي من جميع البلدان التي لم تصدق بعد على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أن تبادر إلى ذلك دون إبطاء، مثلما يقتضي أن تكفل الدول الحائزة للأسلحة النووية وقفا اختياريا لجميع التجارب النووية".
ومضى غوتيريش قائلا: "يستوجب علاوة على ذلك مراعاة طابع التغيُّر الذي يميز النظام النووي، ومعالجة مسألة عدم وضوح الحدود الفاصلة بين الأسلحة الاستراتيجية والأسلحة التقليدية وعلاقتها بالتكنولوجيات الجديدة والناشئة".
واستطرد: "غير أنه يستوجب استعمال الأدوات التي لا تُبَلى، أدوات الحوار والدبلوماسية والتفاوض، للتخفيف من حدة التوترات وإنهاء التهديد النووي، فالموجز السياساتي الصادر حديثا بشأن خطة جديدة للسلام يدعو الدول الأعضاء إلى الإسراع بتجديد الالتزام تجاه هذه القضية الهامة".
واختتم الأمين العام كلمته، قائلا: "فالسبيل الأوحد إلى إزالة الخطر النووي هو القضاء على الأسلحة النووية، ولْنَعملْ معا على نبْذ أدوات التدمير هذه وجعلها ذكرى في كتب التاريخ، بصورة نهائية وإلى الأبد".
بطء نزع السلاح
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يوجد 12 ألفا و705 أسلحة نووية في العالم، كما أن البلدان التي تمتلك تلك الأسلحة لديها خطط ممولة جيدا لتحديث ترساناتها النووية.
ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في بلدان تمتلك أسلحة نووية أو هي دول أعضاء في تحالفات نووية، ورغم وقوع خفض كبير في الأسلحة النووية التي نُشرت في ذروة الحرب الباردة، فإنه لم يُدمر فعليا حتى رأس نووي واحد وفقا لاتفاقية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف، كما أنه لا تجري أي مفاوضات متعلقة بنزع السلاح النووي.
وفي الوقت نفسه، لا تزال عقيدة الردع النووي قائمة كعنصر في السياسات الأمنية لجميع الدول الحائزة والعديد من حلفائها، ولقد تعرض الإطار الدولي للحد من التسلح الذي ساهم في الأمن الدولي منذ الحرب الباردة، والذي كان بمثابة كابح لاستخدام الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي المتقدم لضغوط متزايدة.
وفي أغسطس 2019، أعلن انسحاب الولايات المتحدة نهاية معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، من خلال الولايات المتحدة والاتحاد الروسي التزاما سابقًا بالقضاء على فئة كاملة من الصواريخ النووية.
على صعيد آخر، رحبت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتمديد المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها إلى فبراير 2026.
ويتيح هذا التمديد فرصة لأكبر ترسانتين نوويتين استراتيجيتين في العالم للاتفاق على مزيد من التدابير للحد من التسلح، غير أن الإحباط يتنامى بين الدول الأعضاء في ما يتعلق ببطء وتيرة نزع السلاح النووي.
ويركز بشكل أكبر على هذا الإحباط مع تزايد المخاوف بشأن العواقب الإنسانية الكارثية لاستخدام حتى سلاح نووي واحد، ناهيك عن حرب نووية إقليمية أو عالمية.
ويوفر اليوم العالمي فرصة للمجتمع العالمي لإعادة تأكيد التزامه بنزع السلاح النووي العالمي كأولوية، ويوفر فرصة لتثقيف الجمهور وقادته حول الفوائد الحقيقية للتخلص من مثل هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لإدامتها.