الغارديان: طلاب الجامعات البريطانية يواجهون ارتفاعاً غير مسبوق في الإيجارات
الغارديان: طلاب الجامعات البريطانية يواجهون ارتفاعاً غير مسبوق في الإيجارات
يواجه طلاب الجامعات في المملكة المتحدة ارتفاعات غير مسبوقة في الإيجارات وسط طلب قياسي على السكن، في حين يشهد نظام قرض الصيانة المصمم لتغطية تكاليف المعيشة ركودا، وفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الطلاب يكافحون للعثور على غرف بأسعار معقولة، حيث قفزت الإيجارات بأكثر من 8% بشكل عام هذا العام نتيجة الغلاء والتضخم مقارنة بالفترة 2022-2023، وفقًا لدراسة أجرتها شركة الخدمات العقارية كوشمان آند ويكفيلد، وفي بعض الحالات، تكون الزيادات أعلى بكثير، حيث تصل إلى 27% في حالة واحدة.
وارتفع متوسط الإيجار في القطاع الخاص خارج لندن إلى أكثر من 7600 جنيه إسترليني سنويًا، وهو ما يمثل 77% من الحد الأقصى لبدل قرض الصيانة للطلاب.
وفقًا لشركة كوشمان آند ويكفيلد، أصبح الآن أقل من سرير واحد من كل 10 أسرة في المدن الجامعية الكبرى في متناول الطالب العادي الذي يحصل على قروض ومنح الصيانة.
وبحسب الصحيفة تعد دورهام وإكستر وبرمنجهام ونوتنجهام من بين المدن الجامعية الكبرى التي تحتوي على الحد الأدنى من مساحات الأسرة أو لا تحتوي على أي سرير وبأسعار أقل من متوسط قرض الصيانة.
وبلغ نمو الإيجارات في مساكن الطلاب المخصصة لهذا الغرض في القطاع الخاص 9.4%، وإن كان أعلى بكثير في بعض المدن، بما في ذلك جلاسكو، التي سجلت زيادة بأكثر من 19%، وفي الوقت نفسه، زادت قروض صيانة الطلاب بنسبة 2.8% فقط خلال الفترة نفسها.
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.