إلغاء عشرات الرحلات الجوية في تايوان تحسباً لوصول الإعصار "كوينو"
إلغاء عشرات الرحلات الجوية في تايوان تحسباً لوصول الإعصار "كوينو"
أفادت وسائل إعلامية رسمية في تايوان، اليوم الأربعاء، بإلغاء العشرات من الرحلات الجوية وإغلاق المدارس في أجزاء مختلفة من البلاد، وذلك تحسبا لوصول الإعصار "كوينو" يصاحبه نشاط رياح قوية وسقوط أمطار غزيرة.
ونقلت صحيفة "تايوان نيوز" التايوانية عن إدارة الطيران المدني قولها إنه تم بالفعل إلغاء ما لا يقل عن 93 رحلة جوية في المطارات في جميع أنحاء الجزيرة بسبب الأمطار الغزيرة والرياح القوية التي تضرب البلاد، ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مكتب الملاحة البحرية والموانئ إلغاء 96 رحلة بالعبارات.
من جانبهم، توقع خبراء الأرصاد الجوية أن يصل الإعصار إلى اليابسة في الجزء الجنوبي الشرقي من تايوان خلال ساعات الليل اليوم الأربعاء، أو صباح يوم غد الخميس.
وقد أعلنت جزر "بينجو" و"أوركيد" و"جرين" النائية في تايوان إغلاق المدارس والأعمال تحسبا لطقس قاس ناجم عن الإعصار، كما أعلنت أجزاء من مقاطعة "بينجتونج" الجنوبية أيضا عن عمليات إغلاق.
ويتجه الإعصار "كوينو" في الوقت الحالي غربا نحو تايوان وتبلغ سرعة الرياح التي تصاحبه 155 كيلومترا في الساعة، وذلك وفقا لمكتب الأرصاد الجوية التايواني.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".