الأرجنتين.. تجربة نسائية لتحسين دخل المرأة العاملة بالصيد بعد تدهور الأحوال بسبب الجفاف
الأرجنتين.. تجربة نسائية لتحسين دخل المرأة العاملة بالصيد بعد تدهور الأحوال بسبب الجفاف
عبر آلاف الأميال من الغابات المطيرة داخل قارة أمريكا الجنوبية يشق نهر بارانا طريقه، وعلى ضفاف النهر يعيش أهل المنطقة الذين يعتمدون بشكل أساسي على الصيد، ومنهم السيدة ماريا باريوس، التي عادت من الصيد بعد نهاية يوم طويل وشاق وهي تحمل في جعبتها 5 من أسماك الشاد فضية اللون، تتحدث ماريا بمرارة عن قوت يومها الضئيل بينما كانت في الماضي تعود بقاربها مليئاً بالأسماك فكانت تتمكن من العيش وإطعام أطفالها.
تتحدث ماريا عن المحنة التي ضربت قريتها الصغيرة مثل الطاعون، في منتصف عام 2019 بدأ نهر بارانا يشهد انخفاضًا كبيرًا في تدفقه حتى وصل الآن إلى أدنى مستوى للمياه منذ أكثر من 70 عامًا، لم يكن الانخفاض في مستوى النهر مفاجئًا فحسب، بل أيضا طويل الأمد، وربما يعود ذلك لعدة أسباب منها قلة هطول الأمطار والتغييرات المناخية نتيجة للاحتباس الحراري.
وأيضا حول الجزر المميزة التي تنتشر في مسار نهر بارانا، كانت التغييرات دراماتيكية، حيث جفت العديد من الجداول والبحيرات التي تعتمد على القناة الرئيسية للنهر وفقدت الأسماك جزءًا كبيرا من مناطق تكاثرها، وفقدت ماريا مكانا جديدا للصيد وتعلق قائلة: "لقد تم تدمير كل شيء وإذا استمر الوضع هكذا فلن تتبقى لدينا سمكة خلال عامين".
من أجل إصلاح الصعوبات التي تواجه عملية الصيد، وتحسين دخل الصيادين، وحماية الموارد من سوء الاستغلال من قبل المصانع الكبيرة، تأسست جمعية فيشرتون التعاونية والتي يقودها سبع نساء تحت شعار "نقاوم معا".
تقول مارسيلا بايز، رئيسة الطهاة إن حياة الصياد وعائلته شاقة، مع عدد ساعات عمل طويلة سواء في الليل أو عند الفجر، في البرد، في المطر كل ذلك بدون راتب ثابت أو مزايا اجتماعية، ولدت الجمعية التعاونية كمحاولة لإصلاح هذه السلسلة من الصعوبات وربما بات هذا المشروع المجتمعي ضرورياً جداً في ظل انخفاض تدفق نهر بارانا.
وتعود ماريا للحديث عن انعقاد الاجتماع الأول لمجلس المحافظة لصيد الأسماك، وكان انخفاض منسوب المياه في بارانا وعواقبه على صيد الأسماك هو الموضوع الرئيسي للاجتماعات، لكننا - الصيادين- تعرضنا للاضطهاد بسبب كل ما يحدث في بارانا، وكأننا نحن السبب، لكنها تؤكد أن الضغط العقاري على الأراضي الساحلية، وتجريف النهر، وحركة السفن المكثفة أو استخدام المبيدات الحشرية هي الأسباب الأساسية وراء إلحاق الضرر بالنهر والجفاف، وتوضح ماريا أن أرض الصيد تشبه مكان الصياد المقدس الذي يحافظ عليه لأن عواقب انحسار المياه لا يضر فقط باقتصادهم الهزيل ولكن أيضًا بتاريخهم ويزرع القلق بشأن مستقبلهم.