يحتفل به في 10 أكتوبر من كل عام

اليوم العالمي للصحة النفسية.. حق إنساني ومؤشر على التنمية والاستقرار

اليوم العالمي للصحة النفسية.. حق إنساني ومؤشر على التنمية والاستقرار

بتكلفة اقتصادية واجتماعية باهظة، يؤثر تدهور الصحة النفسية وانتشار أمراض الاكتئاب والقلق والاضطرابات بالسلب على مسار التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم.

ويحيي العالم، اليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر من كل عام، لتعزيز الوعي والدفع قدما بالإجراءات التي تحمي الصحة النفسية للجميع، باعتبارها حقا عالميا من حقوق الإنسان.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للصحة النفسية لعام 2023 تحت شعار "الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان"، وذلك لتشجيع الأفراد والمجتمعات المحلية على نصرة قضية الصحة النفسية.

والصحة النفسية حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع، ولكل شخص، أيا كان وأينما كان، الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية يمكن بلوغه.

ويشمل ذلك الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في المتناول وميسورة ومقبولة وذات نوعية جيدة، والحق في الحرية والاستقلال والإدماج في المجتمعات المحلية.

وبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "للصحة النفسية أهمية بالغة بالنسبة للإنسان، فهي التي تمكننا من أن نعيش الحياة التي نرضاها لأنفسنا، ومن أن يكون لنا إسهام كامل في مجتمعاتنا".

وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "ومع ذلك، يعاني واحد من كل 8 أشخاص على صعيد العالم من اضطرابات الصحة النفسية، على أن هذه الاضطرابات تنتشر بين النساء والشباب بدرجة غير متناسبة".

وأوضح أنه "من بين كل 4 أشخاص يعانون من هذه الاضطرابات، يتلقى 3 أشخاص علاجات غير كافية أو لا يتلقون أي رعاية على الإطلاق، وكثير منهم يواجهون الوصم والتمييز".

ومضى غوتيريش قائلا: "الصحة النفسية ليست امتيازا، بل هي حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن تكون جزءا من التغطية الصحية الشاملة".

وأشار إلى أنه "يتعين على الحكومات أن توفر رعاية تساعد الناس على التعافي وتصون حقوقهم، ويمكن أن تقوم بذلك عن طريق تعزيز الدعم المجتمعي وإدماج المساعدة النفسية ضمن الرعاية الصحية والاجتماعية الأوسع نطاقا".

وأوضح الأمين العام: "يجب علينا أيضا أن نتصدى للانتهاكات ونكسر الحواجز التي تمنع الناس من التماس الدعم، ويجب علينا أن نعالج الأسباب الجذرية -كالفقر وعدم المساواة والعنف والتمييز- وأن نهيئ مجتمعات أكثر تعاطفا ومرونة".

واختتم كلمته، قائلا: "فلنجدد التأكيد في هذا اليوم العالمي للصحة النفسية، وفي سائر الأيام، على مكانة الصحة النفسية، ولْنصُنها باعتبارها حقا من حقوق الإنسان العالمية، ولْنعمل يدا في يد من أجل بناء عالم أكثر عافية تُتاح فيه فرصة الازدهار لكل واحد".

وتنطوي الصحة النفسية الجيدة، على حيوية الصحة البدنية وتحقيق الرفاهية، إذ تساهم رعاية الذات بشكل مباشر وفعّال في تقليل القلق والاكتئاب غير المزمنين، ورفع مستوى السعادة وخفض التوتر والضغوط وزيادة حيوية وطاقة الإنسان.

ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، يتعايش شخص واحد من كل 8 أشخاص في العالم مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية التي يمكن أن تؤثر على صحتهم البدنية، ورفاههم، وكيفية تواصلهم مع الآخرين، وسبل عيشهم.

وتؤثر اعتلالات الصحة النفسية أيضا على عدد متزايد من المراهقين والشباب، وقد تقود عددا منهم إلى الإصابة بالاكتئاب والضغوط النفسية والأرق والاضطرابات النفسية والعقلية، وفي بعض الأحيان الانتحار. 

ولا ينبغي أن تشكل الإصابة باعتلال من اعتلالات الصحة النفسية سببا لحرمان شخص من حقوق الإنسان المكفولة له أو استبعاده من اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته.

ولا يزال الأشخاص المتعايشون مع اعتلالات الصحة النفسية يعانون في جميع أنحاء العالم من مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، كما يتعرض كثير منهم للإقصاء من الحياة المجتمعية وللتمييز، وفق تقديرات أممية.

وتقول المنظمة الأممية، إن الكثيرين من المتعايشين من هذه الاعتلالات لا يستطيعون الحصول على رعاية الصحة النفسية التي يحتاجون إليها أو قد لا يحصلون سوى على رعاية تنتهك حقوقهم الإنسانية.

وتوضح أنها تواصل العمل مع شركائها لضمان تقدير الصحة النفسية وتعزيزها وحمايتها، واتخاذ إجراءات عاجلة حتى يتمكن الجميع من ممارسة حقوق الإنسان المكفولة لهم، والحصول على رعاية الصحة النفسية الجيدة التي يحتاجون إليها.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية