تحقيق يدين عالِماً أمريكياً تلاعب في نتائج دواء معِيب لـ"ألزهايمر"
تحقيق يدين عالِماً أمريكياً تلاعب في نتائج دواء معِيب لـ"ألزهايمر"
خلص تحقيق أجرته جامعة "مدينة نيويورك" إلى أن عالم الأعصاب، هواو يان وانغ، الأستاذ في الجامعة نفسها، الذي تدعم دراساته دواء تجريبيا لمرض ألزهايمر، فشل في الاحتفاظ بالبيانات الأصلية أو تقديمها، وهي جريمة ترقى إلى "سوء سلوك بحثي كبير".
وكان الدواء "سيموفيلام"، المصنوع من قبل "كاسافا ساينسز"، وهي شركة أدوية مقرها في تكساس، في مرحلة تجارب سريرية متقدمة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فقد تعاون عالم الأعصاب "وانغ"، كثيرا مع ليندسي إتش بيرنز، كبير علماء الشركة، في الدراسات التي شكك فيها الخبراء والمجلات الخارجية.
وعقدت لجنة من قبل جامعة مدينة نيويورك، والتي تعد الكلية جزءا منها، للتحقيق في العمل، وخلصت في تقرير إلى أن الدكتور "بيرنز" كان مسؤولا عن أخطاء في بعض الأوراق، لكن المحققين احتفظوا بأشد انتقاداتهم للدكتور "وانغ"، ووبخوه على "سوء السلوك الطويل الأمد والفاضح في إدارة البيانات وحفظ السجلات".
وتم الحصول على التقرير ونشره من قبل مجلة العلوم يوم الخميس، ورفضت دي دي موزيليسكي، المتحدثة باسم سيتي كوليدج، التعليق على الوثيقة، لكنها قالت إن الكلية ستصدر تقريرا رسميا في وقت لاحق من هذا الشهر.
ولم يرد الدكتور "وانغ" على طلب للتعليق، وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كاسافا ريمي باربييه، في بيان إن الشركة ستواصل تجاربها السريرية، وأضاف: "ما زلنا واثقين من (سيموفيلام)، مرشحنا الرئيسي للدواء".
ويؤثر مرض ألزهايمر على ما يقرب من ستة ملايين أمريكي، وكان "سيموفيلام" منتظرا بفارغ الصبر من قبل المرضى والعائلات، وبدعم قوي من مجموعة من المستثمرين، حيث ارتفع سهم الكسافا بعد كل جولة من النتائج المبلغ عنها من تجاربها، بأكثر من 1500%.
لكن بعض العلماء كانوا متشككين في طريقة العمل المفترضة للدواء ومزاعم التحسينات بين المرضى في التجارب السريرية للكسافا، واتهم عدد منهم الشركة والدكتور "وانغ" بالتلاعب بالنتائج.
وفي أغسطس 2021، قدم عالمان التماسا إلى إدارة الغذاء والدواء، متحدثين عن "مخاوف خطيرة" بشأن جودة ونزاهة البحث الذي دعم فعالية "سيموفيلام" المزعومة.
وقد وصف "باربييه" العالمين بأنهما "ممثلان سيئان" لأنهما احتفظا بأسهم "الكسافا" واستفادا من انخفاضه.
وسبق إصدار التقرير الجديد زيادة بنسبة 40% في البيع على المكشوف لأسهم "الكسافا"، وفقا لبيان الشركة، وكانت قيمة "الكسافا" ذات يوم حوالي 5 مليارات دولار، لكنها كانت تساوي حوالي 624 مليون دولار بدءا من يوم الجمعة.
وكما أشار علماء آخرون، بمن فيهم بعض الخبراء في مرض ألزهايمر، إلى ما قالوا إنها مخالفات في النتائج التي نشرها الدكتور "وانغ" والدكتور "بيرنز"، خاصة في الصور، وبدأت لجنة الأوراق المالية والبورصات والمعاهد الوطنية للصحة التحقيق في أبحاث الكسافا في عام 2021 أيضا.
وقدمت بعض المجلات العلمية التي نشرت أوراق الدكتور "وانغ" استفساراتها الخاصة، ونشرت اثنتان منها "عبارات عن القلق" تشكك في نزاهة النتائج ودقتها.
وسحبت مجلة أخرى، PLOS One، خمس أوراق بحثية للدكتور "وانغ" بعد تحقيق استمر خمسة أشهر.
كما بدأت اللجنة التي شكلتها جامعة مدينة نيويورك التحقيق في عمل الدكتور "وانغ" وتمويل مختبره وإنفاقه على مدار ما يقرب من 20 عاما، وفحصت 31 ادعاء لمكتب نزاهة الأبحاث، وهي الوكالة الفيدرالية التي تساعد الجامعات على التعامل مع سوء السلوك العلمي.
وكافح أعضاء اللجنة لعدة أشهر للوصول إلى ملفات الدكتور "وانغ"، ولم ينجحوا حتى أشركوا رئيس الكلية، ومع ذلك، قال التقرير إنهم "غير قادرين على تقييم موضوعي" لمزايا معظم الادعاءات لأن الدكتور "وانغ" لم يقدم بيانات أولية أو صورا أصلية أو دفاتر أبحاث أو سجلات أخرى للتجارب.
وفقا للتقرير، ما وجدته اللجنة كان "يوحي بشدة بسوء السلوك العلمي المتعمد من قبل الدكتور وانغ في 14 من أصل 31 ادعاء".
وأشار بيان "كاسافا" إلى أن التقرير أخطأ فقط في عمليات الإخفاق في حفظ السجلات الداخلية ولم يجد دليلا على التلاعب بالبيانات، وقال إن جامعة مدينة نيويورك رفضت جميع طلبات الحصول على معلومات وعروض المساعدة ولم تقابل أيا من موظفيها.
وقالت "موزيليسكي" إن جامعة مدينة نيويورك لن تعلق على هذه الادعاءات.
وفقا للتقرير، قال الدكتور "وانغ" إن بعض سجلاته البحثية مفقودة لأن الصناديق التي تحتوي عليها قد تم التخلص منها أثناء جائحة الفيروس التاجي استجابة لطلب من الكلية.
وقالت "موزيليسكي" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لم تطلب الكلية من أي عضو من أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين لدينا التخلص من أي عناصر أثناء الوباء".