اليونيسف والصحة العالمية: ملايين أطفال السودان عرضة لأخطر الأمراض جراء الحرب

اليونيسف والصحة العالمية: ملايين أطفال السودان عرضة لأخطر الأمراض جراء الحرب

حذّرت منظمتا الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" والصحة العالمية، من تعرض ملايين الأطفال في السودان لأخطر الأمراض؛ بسبب تزايد الاضطرابات في النظام الصحي، نتيجة استمرار الحرب بين طرفي الأزمة في السودان.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، شددت الوكالتان الأمميتان، على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة الآن للحفاظ على النظم الصحية في السودان، خاصة على مستوى المجتمعات المحلية والرعاية الصحية الأولية.

وذكرت المنظمتان أنهما ظلتا تقدمان مع الشركاء الدعم إلى وزارة الصحة الاتحادية ووزارات الصحة في الولايات السودانية؛ للحفاظ على الخدمات الحيوية في جميع أنحاء البلاد، وأشارتا إلى أنهما تواجهان تحديات متزايدة بسبب القيود المفروضة على السلامة والأمن والقدرة على الوصول وتوافر الموارد.

أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنها تحققت حتى الآن من 58 هجوما على الرعاية الصحية؛ أسفرت عن مقتل 31 عاملا صحيا ومريضا، وإصابة 38 آخرين بجروح.

وذكرت الصحة العالمية أنه بالإضافة إلى القتال الدائر في الخرطوم ودارفور وكردفان، فإن موسم الأمطار يزيد من صعوبة الوصول إلى المجتمعات الضعيفة، وهو ما يهيئ فرصة سانحة لانتشار الأمراض المنقولة بالمياه والنواقل، ولا تزال ملايين الأسر عالقة في مناطق النزاع، وأكثر من 5.8 مليون شخص -بينهم 2.5 مليون طفل- قد نزحوا حديثا أو يتنقلون من مكان إلى آخر.. ويوجد بالسودان حاليا أكثر من 7.1 مليون نازح داخليا -شُرِّد 4.5 مليون منهم منذ اندلاع النزاع- ليسجل السودان بذلك أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم. 

وأعربت اليونيسف والصحة العالمية عن قلق عميق إزاء انتشار أمراض الكوليرا والحصبة والملاريا وحمى الضنك في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي يشكل مخاطر مميتة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. 

وتعمل المنظمتان والشركاء في مجال الصحة على ضمان إتاحة الرعاية الصحية الأولية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة والتغذية للنازحين وغيرها من الفئات الضعيفة، وتدعمان كذلك استجابة السلطات الصحية لفاشية الكوليرا.. ومع ذلك، لن تساعد الموارد الحالية إلا في الوصول إلى جزء صغير فقط من المحتاجين إلى هذه الخدمات الحيوية. 

من جانبها، شددت ممثلة اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين، على ضرورة أن يتوقف القتال الآن، "فالأضرار التي تلحق بالأطفال غير مقبولة.. ويحتاج الشركاء في مجال الصحة بشكل عاجل إلى أن تتوفر لهم القدرة على الوصول والموارد لمساعدة السودان على إنقاذ صحة ورفاه أطفاله".

بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الدكتور نعمة سعيد عابد، "إن الرعاية الصحية الأولية باتت بعيدة عن متناول ملايين السودانيين في وقت هم في أمس الحاجة فيه إلى الرعاية الصحية، لقد حان الوقت الآن لوقف الهجمات على الرعاية الصحية، وضمان الوصول الآمن دون عوائق، وتوفير الموارد الكافية للعمليات الصحية، لكن السلام هو الحل في نهاية المطاف".

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من أربعة ملايين سوداني لجأ من بينهم نحو مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية