ملكة بريطانيا تعترف بضعفها لأول مرة مع ابتسامة هادئة.. فهل "الضعف الملكي" مسموح؟
ملكة بريطانيا تعترف بضعفها لأول مرة مع ابتسامة هادئة.. فهل "الضعف الملكي" مسموح؟
"كما ترون، لا أستطيع التحرك".. بهذه الكلمات استقبلت الملكة إليزابيث الثانية ضيوفها في قلعة وندسور، وبينما استندت صاحبة الجلالة على عصا المشي وعلت وجهها ابتسامة هادئة، اعترفت الملكة بضعفها لأول مرة وقالت إنها غير قادرة على الحركة.
تصدرت صورة الملكة وكلماتها الصحف العالمية، ورغم أنها تبلغ 95 عاما، أي أنه من الطبيعي أن تشعر بالضعف لكنها إليزابيث الثانية التي احتفلت باليوبيل البلاتيني لحكمها منذ عدة أيام وحافظت على عرش بريطانيا 70 عاما، لا يحق لها الاعتراف بعدم القوة.. فهل الضعف الملكي مسموح؟
البروتوكولات الملكية لا تسمح بالضعف، لكن ما هو الضعف، كلما نقرأ التاريخ نرى أن الضعف في التاريخ الملكي يرتبط بالمشاعر الإنسانية.. حب الملك إدوارد الثامن لسيدة مطلقة وحقد الأميرة ديانا على عشيقة زوجها، بكاء الطفلين ويليام وهاري حزناً على وفاة والدتهما في جنازتها وأمام الإعلام.. كل ذلك يعتبر ضعفا يجب أن يتم إخفاؤه.
الملك إدوارد الثامن، الحاكم البريطاني الوحيد الذي تنازل متعمداً عن الحكم في 11 ديسمبر 1936، لأن العائلة الملكية اعتبرت حبه السيدة المطلقة أليس سيمبسون لعنة، وحتى يستطيع الملك الزواج من حبيبته تنازل عن العرش وعاش مجردا من حياته الملكية مطرودا من جنة لندن، فهل كان حبه ضعفا ملكيا؟ وعليه أن يخفيه؟ من الواضح أن الإجابة كانت نعم لأنه عندما اعترف به أصبح خارج القصر الملكي.
أميرة القلوب التي أحبت الأمير تشارلز وتزوجته ثم اكتشفت أنها تعيش كذبة كبيرة، وأنه لديه قصة حب مع سيدة أخرى يعلم بها الجميع، وحتى الصحافة، فهي تنتظر زوجها كل يوم وهو يعيش في حضن امرأة أخرى، وحتى بعد ما رزقت بابنها ويليام لم يتغير الوضع، وظلت تبكي ديانا في غرفتها وحيدة.
الجميع يعلم خيانة تشارلز ومطلوب منها الصمت والتعامل بشكل طبيعي في كل المناسبات الاجتماعية، وإخفاء مشاعرها الحاقدة على زوجها وعلى عشيقته ونظرات العتاب للملكة الأم التي تعلم الأمر ولا تفعل شيئا، حتى باتت ديانا مريضة وشاحبة، وظلت تتحمل حياة القصر حتى تخلصت من خوفها وضعفها وواجهت الملكة، وانتهى الأمر بالطلاق.
وأيضا الدموع والبكاء في جنازة الأميرة ديانا كان ضعفا يجب إخفاؤه، وفقا لما طلب من ويليام وهاري، وهذا ما قصه الأميران أثناء فيلم وثائقي في ذكرى وفاة والدتهما، لم يتمكن الصغيران من البكاء حزناً على وفاة الأم في ريعان شبابها، وهو ما عاش في مخيلة الأمير هاري وظل يعاني منه حتى فتح قلبه وتحدث عن معاناته النفسية، وما زالت ظلال هذه الأزمة تطارده في قصة حبه لميركل، وربما كان عليه أن يختار الضعف الملكي، ولا يتحدث عن ما تعرضت له زوجته داخل القصر بسبب لون بشرتها.