"خياطة روح".. مبادرة للنساء اللاتي يعانين العنف الجسدي

"هنا تُمنح النساء فرصة العثور على عمل، وكذلك التدريب والدعم النفسي"، بهذه الكلمات يختزل مشروع مولتشى شعاره، حيث تحدث حالة من التوحد بين أيدي المرأة التي تحيك الملابس، وروحها التي تحتاج إلى الخياطة بعد أن تمزقت، نستطيع أن نطلق عليها "الخياطة العلاجية"، أي يقدم المشروع للنساء فرصة لتعلم وظيفة بجانب تدريبهن ومتابعتهن نفسياً.

وتشرح مؤسِسة المشروع، سامانثاخان تيسلر، أصل اختيار الاسم "مولتشى" الذي يعني في اللغة إيطالية اعتنِ بنفسك برفق، وتقول إن هناك علاقة بين التعرض للعنف الجسدي والاحتياج المادي، حيث توضح الإحصائيات أن المرأة التي لا تعمل ولا تتمتع بالاستقلال الاقتصادي تعاني أكثر من العنف الجسدي والنفسي، ولهذا السبب تم اختيار مهنة الحياكة، لأنك عندما تعمل بيدك، تستعيد احترامك لذاتك، ويصبح لدى الفتيات وظيفة تصلح حياتهن وربما يذهبن إلى أبعد من صناعة الملابس.

وتكمل سامانثاخان تيسلر أن الجو هنا مليء بالحميمية، فهو ليس دار أزياء كبرى، ولكنه يقدم بيئة لطيفة حيث يتم تدريب الفتيات ورعايتهن بجانب تعلم مهنة تجعل المرأة تحترم ذاتها، وفكرة تمكين الفتيات هي التي دفعت مؤسسي المشروع للتخلي عن المسار الوظيفي، ومن أجل تكريس أنفسهم لشيء يساهم في تحسين العالم.

الورشة مليئة بفساتين الزفاف البيضاء وماكينات الخياطة والعارضات بجانب غرفة أصغر مخصصة للعلاج، فالمكان يقدم المساعدة النفسية ومن ناحية أخرى التدريب على الخياطة، يتم تمويل المدرسة من خلال صندوق التبرعات، بجانب إقامة ورش عمل مفتوحة لجميع النساء اللائي يتورطن في علاقات سامة أو فيها استغلال أو تلاعب بالمشاعر أو تعنيف جسدي، حيث يكون المشرع نقطة البداية لخياطة الروح.

أما أهداف المشروع المستقبلية فهي إنتاج مجموعة من الملابس المميزة، وأن يتحول مكان المشروع بشمال مدينة ميلانو، إلى بؤرة لنشر ثقافة اللاعنف، كما تفكر مؤسسة المشروع في اعتماد فكرة القصص المكتوبة على ملصقات الأزياء، حيث يتم تدوين حكاية كل فتاة عملت في حياكة الفستان مما يضمن الاستدامة البشرية، بجانب الحرص على إشراك الرجال في الحوار وتقديم وجهات النظر المختلفة، وبمناسبة يوم المرأة في الثامن من مارس، تخطط مؤسسة المشروع لحدث يجمع الجميع في تعاون وسلام.