مديرة صندوق النقد: الحرب بين إسرائيل وحماس بدأت تؤثر على اقتصادات المنطقة
مديرة صندوق النقد: الحرب بين إسرائيل وحماس بدأت تؤثر على اقتصادات المنطقة
أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أمام منتدى للاستثمار في الرياض، الأربعاء، أن الحرب المتواصلة منذ 19 يوما بين إسرائيل وحماس بدأت تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة.
وقالت غورغييفا أمام "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقدة في العاصمة السعودية "إذا نظرت إلى الدول المجاورة -مصر ولبنان والأردن- فإن التأثير واضح بالفعل"، بحسب وكالة فرانس برس.
وجاءت تصريحات غورغييفا غداة تحذير قادة في قطاع المصارف الدولي من أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قد توجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي، وقالت "ما نراه هو المزيد من التوتر في عالم يعاني من القلق".
وأضافت "لدينا دول تعتمد على السياحة، وعدم اليقين أمر قاتل لتدفق السياح".
وتابعت "سيشعر المستثمرون بالتردد في الذهاب إلى ذلك المكان، تكلفة التأمين، في حال نقل بضائع، سترتفع، بجانب مخاطر وجود المزيد من اللاجئين في البلدان التي تستضيف أساسا الكثير".
عرقلة السلام
ويشكل مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي الذي يعرف أيضا باسم "دافوس في الصحراء" فرصة للسعودية لتسليط الضوء على الإصلاحات الاقتصادية المحلية التي يقول المسؤولون السعوديون إن نجاحها يعتمد على استقرار المنطقة.
ويتعارض الاندلاع المفاجئ للحرب مع رؤية قيادة السعودية لشرق أوسط مستقر ومزدهر، خصوصا بعدما استعادت الرياض هذا العام علاقاتها مع تركيا وسوريا ومع غريمتها الإقليمية إيران وكانت تقترب من تطبيع تاريخي مع إسرائيل.
وأفاد مصدر مطلع على مفاوضات التطبيع مع إسرائيل بأنّ الرياض علّقت المحادثات.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال جلسة حوارية في "مبادرة مستقبل الاستثمار" الأربعاء "قبل 7 أكتوبر، حدث الكثير من التهدئة ما جلب الكثير من الأمل للمنطقة، ولا نريد أن تعرقل الأحداث الأخيرة ذلك".
ودعا نظيره من البحرين، التي اعترفت بإسرائيل كجزء من اتفاقيات أبراهام التي خرجت للنور بوساطة أمريكية عام 2020 إلى التكامل الإقليمي.
وقال سلمان بن خليفة آل خليفة إنّ "الحدود التقليدية التي كانت موجودة، والتي كانت خطوطًا للأجيال السابقة كما أحب أن أسميها -يمكن أن تكون حدودا عرقية، أو حدودا دينية- كلها الآن حدود يجب ألا ننظر إليها".
وأضاف أن أولئك "الذين يتطلعون إلى التدمير" لا ينبغي أن يكونوا "جزءًا من كتابة هذا المستقبل".
وأشار مستشار البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعرّاب اتفاقيات أبراهام، جاريد كوشنر، إلى أنّ هدف هجوم حماس كان تعطيل التطبيع.
وقال إنّ "التقدم بين السعودية وإسرائيل كان يمضي بشكل جيد للغاية، وأعتقد أن ذلك يشكل تهديدا كبيرا لقوى الشر".
وتابع صهر ترامب "إذا استمرت اتفاقيات أبراهام واجتمع الجميع سويا، فمن الواضح أن هذا شيء سيرغب الناس (الأشرار) في إيقافه".
كل شيء سيمضي قدماً
عبرت أطراف عدة عن خشيتها من توسع الحرب لتشمل جبهات أخرى، خصوصا في ظل تبادل إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، القصف عبر الحدود.
وسلّط التشاؤم الذي عكسه بعض أبرز المتحدثين في التجمع، الذي بدأ الثلاثاء ويستمر لثلاثة أيام، الضوء على مصاعب قد تواجه محاولات المملكة، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، لتنويع اقتصادها بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وتحدث آخرون عن قدرة السعودية على تحمل الصدمات وتمويل الإصلاحات بواسطة صندوق الاستثمارات العامة واسع الثراء.
وأطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أعوام "رؤية 2030" التي تهدف إلى تنويع مصادر دخل السعودية وتخفيف ارتهان اقتصادها للوقود الأحفوري، من خلال تحويل السعودية إلى مركز سياحي وتجاري يضم العديد من المشاريع الضخمة، بما فيها مشروع نيوم المدينة المستقبلية التي تبلغ كُلفتها نحو 500 مليار دولار.
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية ناصر التميمي، "في السعودية نفسها، كل شيء سيمضي قدما، والشركات في الدول الغربية والهند والصين، لن تفوّت السوق السعوديّة".
وتابع "نتحدث عن أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وأكبر سوق للبناء في الشرق الأوسط"، مقللا من احتمال تأثر السعودية بالحرب بين إسرائيل وحماس التي دخلت أسبوعها الثالث السبت الماضي.
وتسلل مئات من مقاتلي حماس في السابع من أكتوبر إلى إسرائيل من غزة في هجوم غير مسبوق منذ إنشاء دولة إسرائيل في 1948، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الإسرائيلية التي أحصت أكثر من مئتي رهينة من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية.
وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 6000 مواطن فلسطيني معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.