"الأمم المتحدة للمرأة" تحذر من تداعيات "الحرب" على نساء وفتيات غزة

"الأمم المتحدة للمرأة" تحذر من تداعيات "الحرب" على نساء وفتيات غزة

عبّرت نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سارة هندريكس، عن بالغ القلق على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل، قائلة إن ما يحدث هو "أزمة عميقة" لم تشهدها المنطقة منذ عقود.

ونوهت سارة هندريكس -بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة- إلى "التأثير غير المتناسب" للصراع على النساء والفتيات، مشددة على أهمية إدراك وتحديد "الاحتياجات ونقاط الضعف الخاصة والملحة للنساء ومعالجتها".

وأكدت أنه من الضروري دعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن، والحصول على الحماية، والرعاية الصحية للأمهات. وأضافت أن الاحتياجات الأساسية بما فيها المياه والصرف الصحي والغذاء والوقود، أمور بالغة الأهمية لبقاء النساء والفتيات ورفاههن، كما جددت الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورا. 

وقالت هندريكس كذلك إن النساء الموجودات على الأرض في غزة، اللاتي شاركن في قيادة العمل الإنساني المستجيب للنوع الاجتماعي، يجدن أنفسهن الآن يتلقين ذلك العمل الإنساني.

وأضافت أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة أكدت أهمية ضمان حماية النساء والفتيات في إسرائيل والأرض الفلسطينية، وطالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية، منوهة بأنه حتى قبل الأزمة كان الوضع في غزة سيئا؛ لقد كان الأمر فظيعا للغاية وقد تدهور هذا الوضع الآن بشكل كبير.

وذكرت هندريكس أن هناك أكثر من 500 ألف امرأة وفتاة نزحن من منازلهن في غزة خلال الأزمة الحالية، بالإضافة إلى أن العنف قد أنتج ما يقرب من 900 أسرة جديدة تعيلها نساء (بعد مقتل شركائهن الذكور).

وقالت إنه حتى قبل اندلاع العنف، أفاد تقرير الاحتياجات الإنسانية لعام 2023 بأن 668 ألف شخص لاسيما النساء والفتيات، أي ما يقرب من 30% من السكان، كانوا بحاجة إلى الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. 

وبالتالي فإن ما يؤثر على حياة النساء هو ذلك التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب عدم وجود سكن مستقر، وبسبب النزوح، وبسبب استمرار العنف بصورة كبيرة. وإذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، فسوف تستمر هذه الأرقام في الارتفاع. 

وشددت على أن ما نحتاج إليه هو وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية الآن مع إمكانية الوصول دون عوائق للمساعدات الإنسانية التي تشمل أشياء بالغة الأهمية لكل أسرة، ولكل حياة، بما فيها الغذاء والماء والإمدادات الصحية، وخاصة الوقود الذي يعتبر بالغ الأهمية لبقاء النساء والفتيات في قطاع غزة على قيد الحياة.

وتابعت: علاوة على ذلك، يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك 540 ألف امرأة في سن الإنجاب في غزة، بينهن ما يقرب من 50 ألف امرأة حامل حاليا، ومن المتوقع أن تلد 5522 من هؤلاء النساء في الشهر المقبل فقط، ولذلك فمن المهم جدا أن يحصلن على الخدمات الصحية والرعاية الصحية الإنجابية الآمنة. 

وبينت سارة هندريكس أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تدعم المرأة الفلسطينية منذ عام 1997 لنيل حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مضيفة: "لدينا فريق على الأرض، وفي محادثاتي المباشرة مع أعضاء الفريق، أعربوا لي عن أن الأمور قد انقلبت، وأن النساء الموجودات على الأرض في غزة، اللاتي شاركن في قيادة العمل الإنساني المستجيب للنوع الاجتماعي، يجدن أنفسهن الآن يتلقين ذلك العمل الإنساني.. وهن أنفسهن يجدن أن احتياجاتهن واحتياجات أسرهن تعتمد على إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية.. وهذا وضع لا مثيل له، لقد سمعت من زملاء في وكالة الأونروا أن هناك ما يكفي من الوقود لثلاثة أيام فقط.

نسمع من النساء والمنظمات التي تقودها النساء، وهن شريكاتنا الموجودات على الخطوط الأمامية، عن مدى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود بشكل خاص، الذي يعد بمثابة شريان الحياة لتوفير الخدمات الحيوية للمتضررين من الأعمال العدائية، والنازحين بسبب الحرب، وخاصة النساء والفتيات".

واختتمت بقولها "نحتاج إلى الدعم والاستثمار بكل إخلاص في المنظمات التي تقودها النساء التي تقف على الخطوط الأمامية للاستجابة الإنسانية، والتي تعزز المشاركة الهادفة للمرأة في الاستجابة الإنسانية والسياسية، إن هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لتوفير شرايين الحياة -مثل صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني- التي توفر الموارد بصورة مباشرة للمنظمات النسائية في الخطوط الأمامية".

قصف وحصار إسرائيلي

ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وبحري وجوي منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.

وقوبلت "طوفان الأقصى" بعملية "السيوف الحديدية" الإسرائيلية، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006. 

وارتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 6546 قتيلاً من ضمنهم 2704 أطفال، و1584 سيدة، و364 مسناً، إضافة إلى إصابة 17439 مواطناً بجروح مختلفة، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل ما يزيد على 1400 شخص بينهم أكثر من 291 ضابطا وجنديا، فيما أسرت "حماس" نحو 220 إسرائيلياً.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية