رقائق إلكترونية في عقول القرود.. انقسام العالم حول حقوق الحيوان واستغلالها في التجارب العلمية

رقائق إلكترونية في عقول القرود.. انقسام العالم حول حقوق الحيوان واستغلالها في التجارب العلمية

عام 2016 وعد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بأن يتمكن أي شخص مصاب بالشلل من السير مرة أخرى، وتحقيقا لهذا الحلم قامت شركة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك "Neuralink" بالعمل على تطوير رقائق إلكترونية يتم زرعها بالدماغ، وتعاونت مع جامعة كاليفورنيا في ديفيس والتي تلقت أكثر من 1.4 مليون دولار من الشركة، بهدف إجراء التجارب بين عامي 2017 و2020.

لكن مؤخرا ظهر تقرير لجنة الأطباء الخاص بحقوق الحيوان، الصادر عن منظمة"PCRM"، والذي يزعم أن القرود التي تم إجراء التجارب عليها من قبل شركة إيلون ماسك، خضعت لتجارب قاسية، كما أن الفريق لم يستطع توفير الرعاية البيطرية المناسبة، واستخدم مادة غير معتمدة تسببت في مقتل 15 قردا من أصل 23 قردا مشاركا في التجربة، وذلك نتيجة تدمير أجزاء من أنسجة أدمغتها أو نتيجة عدم تقديم الرعاية الكافية لها أثناء التجارب. 

أما شركة إيلون ماسك فقد نفت بشكل قاطع الاتهامات الموجهة لها مؤكدة أنها تعاملت مع الحيوانات بشكل أخلاقي مع التزامها بحقوق الحيوان، وأوضحت الشركة أن الرقائق الإلكترونية التي يتم زرعها هي بمثابة جهاز يجعل الأشخاص المصابين بالشلل قادرين على استعادة نشاطهم العصبي، عن طريق توصيل هذه الرقائق بأجهزة الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي. 

هذه القضية تعيد إلى السطح مرة أخرى انقسام العالم حول الأبحاث على الحيوان، ما بين مؤيد ومعارض للفكرة والجدل المثار حول الإيجابيات والسلبيات الناتجة عن استخدام حيوانات التجارب، هذا اللغط الدائر منذ منتصف القرن الماضي لا سيما على خلفية "حفرة اليأس"، التجارب التي أجراها عالم النفس المعروف هاري هارلو على القردة لتوضيح آثار العلاقة النفسية بين الأم والابن، عن طريق عزل القرد الرضيع عن أمه وخلق حالة من الاكتئاب السريري لدى الصغير. 

ورغم أهمية أبحاث هارلو التي ألقت الضوء على آثار الحرمان من الأم، تساءل البعض ألم يكن هناك طريقة أخرى للتوصل لهذه النتائج بعيدا عن استغلال القردة، على غرار أبحاث الطبيب النفسي جون باولبي صاحب نظرية التعلق، والذي أجرى تجاربه على أطفال فقدوا أمهاتهم بالفعل مثل اللاجئين، والأطفال الأيتام بسبب الحروب، وأطفال الإصلاحيات، بدلا من تعرض القردة لهذه التجارب الفظيعة. 

هذه التجارب أثارت حفيظة المدافعين عن حقوق الحيوان وحاولوا مواجهة الفكرة، لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام التيار الآخر المؤيد لفكرة الأبحاث على الحيوانات، لأنها تكشف أمورا مهمة تتعلق بصحة الإنسان، لذلك لا يجب تقييد هذه التجارب بحجة الحفاظ على رفاهية حيوانات التجارب، ولكن يمكن الحد من الضرر الواقع عليها عبر تفعيل قوانين ولوائح تنظيمية لهذه الأبحاث مثل التعهد بحماية الحيوان من الألم والاضطراب والخوف، واستخدام البدائل كلما أمكن مثل استخدام مزارع الخلايا كبديل للكائنات الحية والاهتمام بتقديم بيئة مناسبة وآمنة للحيوان طوال التجربة، بجانب إعداد وتدريب القائمين على الأبحاث. 

ورغم أن هذا الجدل بدأ من أكثر من 70 عاما لكن حتى الآن لا يستطيع أحد حل هذه المعضلة، وهو ما يحدث أيضا في حالة 15الـ قردا المفقودة أو المقتولة في تجربة الرقائق الإلكترونية، وفقا لتقرير لجنة الأطباء الخاصة بحقوق الحيوان، فهناك من يعارض هذا الفعل وعلى الجانب الآخر يتحدثون عن أهمية هذه التجارب لصحة الإنسان. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية