"آكشن إيد الدولية": انهيار الأنظمة الغذائية في قطاع غزة مع قدوم الشتاء القارس
بسبب نقص الوقود والأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية
قالت منظمة آكشن إيد الدولية إن الأنظمة الغذائية في غزة تنهار بدون وقود، مع قدوم الطقس البارد والأمطار الغزيرة التي تجلب مزيداً من البؤس؛ "يتم إعطاء علبة تونة واحدة لكل أسرة ".
وقالت المنظمة "إن النظم الغذائية في قطاع غزة تنهار، حيث يعاني الناس من الجوع الشديد بسبب دخول كمية محدودة جدًا من الوقود والمساعدات إلى المنطقة، حيث كان يعاني 60% من سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي قبل 7 أكتوبر الماضي، إلا أن جميع سكان القطاع حاليا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا للأمم المتحدة، التي تحذر من احتمال فوري لتجويع السكان في قطاع غزة"، وفق وكالة وطن للأنباء.
وقالت المنظمة: "أغلقت معظم المخابز في قطاع غزة أبوابها بسبب نقص الوقود والأضرار الناجمة عن الغارات الجوية، بينما لم يتم تشغيل أي مخابز في شمال قطاع غزة منذ 7 نوفمبر، كما تعرضت آخر مطحنة للقمح في دير البلح في قطاع غزة للقصف، ما أجبرها على الإغلاق".
وتابعت: "لا تتوفر الأسماك أيضا في قطاع غزة حاليا التي عادة ما تكون عنصرًا أساسيًا رخيصًا في النظام الغذائي للسكان في هذه المنطقة الساحلية بسبب وجود مخاطر شديدة تمنع وصول الصيادين إلى البحر، كما تغلق المتاجر أبوابها بشكل متزايد، وحتى المتاجر التي لا تزال مفتوحة تفيد بنفاد المواد الأساسية مثل دقيق القمح ومنتجات الألبان والمياه والبيض، وفي حال توفر كميات محدودة من الطعام للعائلات، فإنها لا تستطيع طهيها بسبب نقص الوقود، ونتيجة لذلك يلجأ الناس إلى تناول البصل والباذنجان غير المطبوخ، وأحيانا يتم إشعال النار باستخدام طرق غير آمنة وغير صحية".
ولفتت المنظمة إلى أن نصف شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ 21 أكتوبر كانت من الغذاء، وهذه الكمية تكفي فقط لتلبية 7% من الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للسكان، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي".
"يارا" أمٌ تعمل في المجال الإنساني نزحت من شمال غزة إلى جنوبها قالت: "نحن نفتقد لكل الاحتياجات الأساسية التي يجب أن تتوفر لكل إنسان اليوم، نحن نريد اليوم فقط ما يمكن إنقاذ حياتنا. نبحث عن رشفة من الماء، حتى لو كانت مالحة. لا توجد طاقة شمسية أو وقود لمساعدتنا في العثور على مياه عذبة أو لتشغيل محطات تحلية المياه، لم يعد بإمكاننا إيجاد الخبز، ونقف في طوابير لمدة ست أو سبع أو ثماني ساعات حتى نتمكن من الحصول على الخبز لإطعام الأطفال".
أما بثينة وهي مديرة جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، فقالت: “وضعت الأونروا خطة لتوزيع الدقيق قبل أسبوعين على المخابز حتى يتمكنوا من صنع الخبز، لكم أن تتخيلوا أن الطفل يحصل على قطعة صغيرة جدا من الخبز طوال اليوم، بينما يحصل الشخص البالغ على قطعتين طوال اليوم.. ومع ذلك، فقد تحلى الناس بالصبر وقبلوا الظروف القاسية. لكن نقص الوقود والديزل يمنع جميع المخابز من خبز الخبز.. لم يعد لدينا أي مخابز تعمل، الطعام الوحيد المتاح هو التونة المعلبة، يتم إعطاء علبة تونة واحدة أو علبة واحدة من لحم البقر المعلب لكل عائلة يوميًا”.
وقالت المنظمة: "حتى الأسبوع الماضي، لم يدخل أي وقود إلى قطاع غزة منذ بداية الأزمة، وقد تم الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام يتم فيها وقف القتال والتي تم الاتفاق عليها كجزء من صفقة الرهائن، سيتم إدخال الوقود إلى غزة إلى جانب مساعدات أخرى لأغراض إنسانية".
ولفتت المنظمة إلى أنه "من الضروري السماح بإدخال كميات كافية من الوقود إلى قطاع غزة لتمكين عمل الخدمات الحيوية حيث قالت الأونروا إنها تحتاج إلى ما لا يقل عن 160000 لتر يوميًا لمجرد استمرار تشغيل العمليات الإنسانية الأساسية، وان كان ليس من الواضح كيف ستصل شاحنات الوقود أو المساعدات إلى نحو 800 ألف شخص في حاجة ماسة في شمال قطاع غزة، والذي تم عزله إلى حد كبير. تم توقف جميع مرافق المياه والصرف الصحي في شمال قطاع غزة، ولم يتم توزيع زجاجات المياه منذ 28 أكتوبر - مما أدى إلى مخاوف من انتشار الجفاف والأمراض".
وأكدت المنظمة "النقص الحاد في الغذاء له بالفعل آثار صحية مقلقة للغاية على سكان غزة، ولا سيما النساء المرضعات والأطفال الرضع، ومع ذلك، فإن الوضع يزداد سوءًا بسبب وصول الطقس البارد والأمطار الغزيرة، ما سيزيد من التعرض للمرض، حيث يفتقر معظم الناس إلى المأوى والملابس الدافئة ضد الماء".
رنا التي نزحت من منزلها وتقيم حاليًا في خيمة مع أطفالها في جنوب غزة قالت "بالأمس كان أطفالي يخافون من الموت.، كادت العاصفة أن تؤدي لاقتلاع الخيمة وطيرانها بعيدًا، كنا نتجمد حتى الموت.. كان الأطفال يرتجفون كثيرًا.. لا أستطيع العثور على بطانية لتغطيتهم.. تركنا منازلنا بدون ملابس.. لا تتوفر السترات الصوفية والملابس الشتوية.. لا نعرف ماذا نفعل.. أنا وحدي، زوجي ليس هنا.. لا أعرف كيف أدبر أمرهم.. لا يمكنني تغطيتهم أو وضع الملابس عليهم لتدفئتهم، يا رب لا نريد مزيدا من المطر، وضعنا بائس جدا".
لمى امرأة حامل نزحت من منزلها في شمال غزة وتلجأ حاليًا في خيمة في جنوب غزة مع زوجها وأطفالها الستة، قالت: "لا توجد ملابس لأولادي، عندما غادرنا منازلنا خرجنا بملابسنا الصيفية في بداية الحرب، حيث كانت تسود الأجواء الصيفية.. غادرنا فقط بالملابس التي كنا نرتديها ولم نأخذ أي شيء معنا.. هناك أناس يموتون من البرد والجوع، ولا يوجد شيء هنا... لا توجد بطانيات أو ملابس أو حتى طعام، لا يمكننا إيجاد الخبز، حتى الماء نعاني كثيرا لنحصل عليه، ونحن نتجمد حتى الموت ".
من جانبها قالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة "آكشن إيد- فلسطين" ريهام جعفري: " هنالك احتمال كبير أن يواجه الأشخاص الآن في غزة الذين نجوا من الغارات الجوية التي لا هوادة فيها على مدى أكثر من ستة أسابيع التضور جوعا حتى الموت مع نقص الإمدادات الغذائية وتضاؤلها إلى الصفر.. أدى وصول الشتاء إلى زيادة بؤسهم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في نقاط الإيواء المؤقتة في الشوارع.. ما الحماية التي ستوفرها الخيام الواهية والملابس الصيفية للذين فروا من منازلهم ضد العواصف الرعدية الشديدة والفيضانات؟ كيف لهم أن ينعموا بالدفء وتجفيف ملابسهم عندما لا يوجد مكان يذهبون إليه؟".
وأضافت: "نرحب بالأنباء التي تفيد بالتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية مؤقتة لمدة أربعة أيام.. ومع ذلك، يستحيل أن تكفي أربعة أيام لدخول المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة والوصول إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة.. ولن يكون الأمر أكثر من فترة راحة قصيرة إذا بدأت القنابل بالسقوط بعد أيام قليلة مرة أخرى.. نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الفوري، لوقف فقدان المزيد من الأرواح والحصول على ما يكفي من الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية لجميع من يحتاجون إليها ".
وأطلقت حركة حماس، فجر السبت السابع من أكتوبر، عملية مباغتة ضد إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة، وتنفيذ عمليات تسلل في محيط قطاع غزة، في ما اعتبرته السلطات الإسرائيلية "حربا ضد دولة إسرائيل" التي ردت بغارات جوية على القطاع.
ورد الجانب الإسرائيلي بقصف جوي موسع على قطاع غزة تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية والمباني المدنية والحكومية، فيما سقط آلاف القتلى والجرحى خلال المواجهات وأثناء العمليات العسكرية بين الجانبين.