كيف تتعلم فن إدارة الغضب؟

كيف تتعلم فن إدارة الغضب؟

أي شخص يمكن أن يغضب وذلك أمر سهل، ولكن أن تغضب من الشخص المناسب في الوقت المناسب وللسبب المناسب وبالشكل المناسب، فهذا ما ليس سهلا.. "أرسطو".

ما هو الغضب؟ 

الغضب هو شعور بعدم الرضا تجاه شخص أو شيء ترافقه رغبة في محاولة إزالة أسباب عدم الرضا. والغضب ميل فطري يواجه به الإنسان أشياء أو أشخاص لا يستريح إليهم ولا يقبلهم، الأمر الذي يعيقه عن تحقيق أهدافه، فيحاول إزالة تلك العوائق.

الغضب هو شعور شائع بين كل الناس، وهو يتواجد في أي شخصية، خجولة منطوية كانت أو منفتحة.

الغضب يوجد أيضا بين المدققين وبين المتساهلين، بين الرجال وبين النساء، بين الكبار والصغار، وفي قلب كل إنسان عاش ويعيش على وجه الأرض، ولأننا أشخاص غير كاملين نحيا في عالم غير كامل، نحن نصادف ذلك الشعور بطريقة منتظمة ودائمة.

الغضب شعور إنساني مشروع

الغضب في الأساس عاطفة وشعور.. وهي ليست شرا أو خيرا في حد ذاتها.

الغضب في أساسه ليس سلوكا، لكنه إن تحول من مجرد عاطفة إلى سلوك هنا يكون صوابا أو خطأ بناءً على التصرف الناتج عنه.

إذا تم التعبير بطريقة سليمة يكون الأمر جيدا.. ولكن إن تم التعبير عنه بطريقة خاطئة، يصبح في غاية الخطورة والتدمير. 

إذن فمن الهام جدا أن نعرف كيف نقبل حقيقة ثابتة هي أن "الغضب هو شعور إنساني مشروع".

 

مسببات الغضب 

 

هناك ثلاثة جذور أساسية عندما يتم المساس بها تقود إلى الغضب "القيمة- الاحتياجات- المعتقدات". 

أولا: الغضب كرد فعل للمحافظة على قيمة الإنسان الأساسية:

يشعر الإنسان بالغضب عندما تنتقص من قيمته أو كرامته حيث تصله رسائل مثيرة للغضب محتواها "إن كرامتك وقيمتك كإنسان في خطر". 

عادة ما يصبح الإنسان شديد الحساسية للإهانة إذا ما تعرض وهو طفل إلى خبرات أو كلمات زرعت في كيانه شعورا عميقا بعدم القيمة، الرفض الذي نتعرض إليه في الطفولة يجعلنا حساسين أكثر مما ينبغي لأي أمر، يبدو من بعيد أو من قريب شبيها بالرفض أو الانتقاص من القيمة.

ثانيا: الغضب كرد فعل للمحافظة على احتياجات الإنسان الأساسية 

هناك احتياجات أساسية للإنسان يجب أن تسدد كي يحيا حياة نفسية سوية. عندما لا تسدد تلك الاحتياجات نشعر بالجرح والإساءة وبالتالي الغضب. الشخص الغاضب يشير إلى غضبه برد فعله الغاضب وهو متعب لعدم حصوله على احتياجاته الأساسية في الحياة، فيكون الغضب الناتج بمثابة رسالة موجهة للجميع يود أن يقول بها "ألا يشعر أحد بي؟".

في كثير من الأحيان يكون الغضب مشروعا لأنه ناتج عن عدم تسديد احتياجات حقيقية، وفي أحيان أخرى يكون الغضب في غير محله أو مبالغاً فيه، وذلك عندما ينشا كرد فعل لعدم تحقيق مطالب أنانية.

إن وجود احتياجات "توقعات " غير واقعية من نفسي أو الآخرين وأسعى إلى تحقيقها يعد سببا من أسباب الغضب.

 

ثالثا: الغضب كرد فعل للمحافظة على معتقدات الإنسان الأساسية 

في كثير من الأحيان نغضب بسبب أمور عامة لا علاقة مباشرة لها بقيمتنا كأفراد أو باحتياجاتنا الأساسية، كمن يغضب بسبب التهاون في تطبيق القانون أو بسبب التعدي على معتقداته الدينية أو بسبب الظلم الاجتماعي أو بسبب الروتين في المصالح الحكومية.

 من الطبيعي أن يغضب أي إنسان بسبب تلك الأمور، لكن البعض يثور أكثر من غيره ويكون أقل قدرة على التحكم في غضبه فيدخل في مشاجرات عديدة.

ما العمل في مواجهة الغضب؟ 

من مظاهر النضوج النفسي الوصول إلى حالة من الاتزان تجعلنا نعرف كيف:

** نعبر عن عدم رضانا عن موقف ما بشدة بجانب الحق.. دون عنف أو تعدٍ على حقوق الآخرين.

** نقبل ضعف الآخرين والنقص الموجود في هذا العالم وفي ذات الوقت نحترم البشر لكنهم بشر، رغم خطاياهم وأخطائهم.

 عندما نفهم طبيعة مشاعرنا ومصادرها والطرق المختلفة للتعامل معها وندرب أنفسنا على أن نكون مسؤولين عن تلك المشاعر وعن طرق التعامل معها. تتوقف مشاعرنا عن السيطرة علينا ونمارس نحن السيطرة عليها، حينئذ نتوقف عن أن نكون أسرى للغضب المدمر أو الكبت الذي يسمم النفس والجسد.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية