تقرير إيطالي: تغير المناخ يهدد الصحة العالمية ويسبب نقصاً كبيراً للغذاء
تقرير إيطالي: تغير المناخ يهدد الصحة العالمية ويسبب نقصاً كبيراً للغذاء
أظهرت إحصائية أجريت في إيطاليا أن 90% من المواطنين الإيطاليين يرون أن تغير المناخ يمثل تهديدا خطيرا للعالم أجمع، وللصحة العالمية للأفراد بشكل خاص، حسب ما نقلت وكالة “آكي” الإيطالية.
وأشارت الوكالة إلى أن الإحصائية التي أجرتها شركة Ipsos في إيطاليا رأى فيها 46% ممن تمت مقابلتهم، أن مظهر تغير المناخ سيكون له أسوأ العواقب على الكوكب، ويتمثل بزيادة موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة، وهو القلق نفسه الذي ساد إيطاليا بشكل خاص العام الماضي وكان مستواه أقل بـ12%.
وذكر التقرير الذي أصدرته الشركة، أن "من بين التهديدات التي يتعرض لها الكوكب، جاءت زيادة الجفاف وانخفاض توافر المياه (بالنسبة لـ44%)، يليه انخفاض توافر الغذاء بسبب التأثيرات على الزراعة (بالنسبة لـ37%) وزيادة الفيضانات (لـ33%).
ورأى "69% ممن تمت مقابلتهم، أن أسباب تغير المناخ تعرض صحة المواطنين في جميع أنحاء العالم لخطر كبير، وأنه إذا كان المواطنون الأفارقة معرضين لخطر شديد بالنسبة لـ68% من المشاركين في العينة، فعلى مستوى المواطنين الأوروبيين، ومن بينهم الإيطاليون، ينخفض الحد الأقصى للقلق قليلاً (65%).
وأعرب 6 من كل 10 أشخاص عن الاعتقاد بأن الوقت قد فات الآن لتنفيذ تدابير حاسمة بشأن تغير المناخ.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".