التطوع من أجل التنمية.. يوم دولي للتذكير بأهمية العمل الإنساني الجماعي
يحتفل به في 5 ديسمبر من كل عام
"لو تطوع كل الناس لكان العالم مكانا أفضل".. بهذه العبارة تعترف الأمم المتحدة بأهمية تأثير العمل التطوعي على غرس القيم الإنسانية والتعاونية بين الأفراد كخيار أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، في 5 ديسمبر من كل عام، لتسليط الضوء على أهمية العمل التطوعي في صناعة التغيير بالمجتمعات.
والتطوع هو تقديم المساعدة والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيق الخير لصالح المجتمع والأفراد، وقد أطلق عليه مسمى "تطوعي" لأن الإنسان يقوم به طواعية وبإرادة داخلية خالصة دون إجبار من الآخرين.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لعام 2023 تحت شعار: "قوة العمل الجماعي: إذا فعل الجميع ذلك"، اعترافا بقوة التعاون المنظم بين الأفراد في العمل.
ويُعد العمل التطوعي موردًا هائلاً متجددًا لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في كافة أنحاء العالم، ففي حين يواجه العالم تحديات متزايدة، فإن المتطوعين هم أول من يقدم المساعدة لمن يحتاج إليها.
ويتصدر المتطوعون الصفوف الأولى في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ، وهي حالات غالبًا ما تكون شديدة الصعوبة وقاسية على الشعوب والمجتمعات.
ويُعد الاحتفال باليوم العالمي فرصة فريدة للمتطوعين والمنظمات للاحتفال بجهود المتطوعين والمتطوعات ومشاركة قيمهم وتعزيز أعمالهم في أوساط مجتمعاتهم والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة والسلطات الحكومية والقطاع الخاص.
الكفاح التطوعي
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه "في اليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، نحيي ما يزيد على مليار شخص في جميع أنحاء العالم يساهمون بوقتهم ومهاراتهم في إيجاد عالم أفضل وأكثر أمانا واهتماما وسلاما".
وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "يؤكد موضوع هذا العام تحت شعار (إذا فعل الجميع...) أهمية العمل الجماعي والتعاون والحلول التي يقودها الناس للتحديات العالمية، من قبيل الفقر وعدم المساواة والنزاع وأزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي وغير ذلك".
وتابع: "في كل مجتمع على هذا الكوكب، يتخذ المتطوعون إجراءات لدعم الأشخاص الأضعف، بما في ذلك في خضم النزاعات وحالات الطوارئ الإنسانية الأخرى".
وأوضح غوتيريش أن المتطوعين الشباب ينضموا إلى الكفاح في مجال العمل المناخي، ويضغطون على الحكومات والأعمال التجارية ومُقرِّري السياسات لاتخاذ ما يلزم من قرارات لإنهاء حالة الطوارئ التي يشهدها الكوكب".
ومضى قائلا: "ينتمي متطوعو الأمم المتحدة إلى ما يزيد على 160 بلدا، وهم يساعدون في تحفيز السلام والتنمية المستدامة، وإعمال حقوق الإنسان، لمنفعة الناس في جميع أنحاء العالم"
واختتم كلمته بعبارة: "في هذا اليوم المهم، دعونا نُعيد الالتزام بضمان أن يتمكن جميع الناس من بذل طاقاتهم لصياغة مستقبل أفضل لجميع الناس وللكوكب الذي نتشارك فيه.. فلنناصر المتطوعين، في كل مكان".
جهود المتطوعين
وتقول الأمم المتحدة إنه "لو يتطوع كل الناس، لكان العالم مكانًا أفضل.. تخيلوا أن يتطوع أكثر من 8 مليارات شخص، إمكانيات لا حدود لها للتنمية المستدامة تتمثل في الغذاء والتعليم للجميع، والبيئة النظيفة والصحة الجيدة، والمجتمعات الشاملة والمسالمة، وكثير غيرها".
وفضلا عن حشد آلاف المتطوعين سنويا، يساهم برنامج متطوعي الأمم المتحدة في سبل السلام والتنمية بالدعوة إلى الاعتراف بجهود المتطوعين والمتطوعات والعمل مع الشركاء لدمج العمل التطوعي في برامج التنمية.
ووفق تقديرات أممية، يبلغ العدد الشهري للمتطوعين الذين تصل أعمارهم إلى 15 عامًا فأكثر 862.4 مليون في كافة أنحاء العالم، فيما يتواصل تنظيم معظم العمل التطوعي بشكل غير رسمي بين الأفراد، حيث يشارك 14.3 بالمئة من سكان العالم.
ويشارك 6.5 بالمئة من الأشخاص في سن العمل في كافة أنحاء العالم في التطوع الرسمي عبر منظمة أو جمعية، وتقوم نسبة كبيرة من الناس بأنواع متعددة من العمل التطوعي.
وتعتبر تقارير أممية ودولية أنه في حين أن المتطوعين الرسميين هم في الغالب من الرجال، فمن المرجح أن يكون المتطوعون غير الرسميين من النساء.