فريدوم هاوس: الأنظمة الاستبدادية تمارس مطاردة بلا حدود للصحفيين الناقدين

فريدوم هاوس: الأنظمة الاستبدادية تمارس مطاردة بلا حدود للصحفيين الناقدين

تستهدف الدول الاستبدادية الصحفيين في الخارج خصوصا، في إطار حملة قمع لمواطنيها خارج حدودها، حسب ما ذكرت منظمة فريدوم هاوس الأمريكية لتعزيز الديمقراطية في تقرير نشرته الأربعاء.

وعادت حملة "القمع العابر للحدود الوطنية" إلى الواجهة، في ظلّ إصرار الأنظمة الاستبدادية على فرض إجراءاتها القسرية على مواطنيها في الخارج، وفي السياق، أعلنت السلطات القضائية الأمريكية الأسبوع الماضي توقيف هندي وجهت إليه تهمة التخطيط في نيويورك لاغتيال زعيم انفصالي من السيخ، بتحريض من عميل تابع لنيودلهي، بحسب فرانس برس.

وجاء في التقرير "مع تزايد الهجمات على وسائل الإعلام الحرّة والمستقلّة في جميع أنحاء العالم، يضطرّ المزيد من الصحفيين إلى العمل في المنفى ويواجهون تهديداً متزايداً بالقمع العابر للحدود الوطنية في وطنهم الجديد".

وأحصت المنظمة في 10 سنوات تقريبا، أي بين عامي 2014 و2023، "112 عملاً جسدياً في إطار أعمال القمع العابرة للحدود الوطنية ضدّ الصحفيين ارتكبتها 26 حكومة"، من بينها الصين وروسيا وبيلاروس وإيران وباكستان وكمبوديا.

غير أنّ المنظمة شدّدت على أنّ "هذه البيانات لا تعكس سوى جزء صغير من هذه الظاهرة، حيث لم يتمّ تسجيل الكثير من الحوادث أو كان من الصعب للغاية التحقّق منها".

وقالت جيسيكا وايت أحد معدي التقرير، "هذه لحظة مهمة لدراسة الاستهداف المحدّد للصحفيين، لأنّ المزيد والمزيد منهم يفرّون من القمع في بلدانهم".

عقوبات هادفة

وقالت نائبة وزير العدل الأمريكي إيون يونغ تشوي الجمعة الماضية: "في ما يتعلق بالقمع العابر للحدود الوطنية، فإننا نرى أشكالا شتى: من تعديل المحتوى إلى المضايقات والتعتيم، وحتى خطط لتجنيد قتلة مأجورين ضد الأمريكيين على الأراضي الأمريكية".

وفي هذا الخطاب الذي ألقته بعد يومين من الكشف عن خطة لاغتيال زعيم السيخ الانفصالي غورباتوانت سينغ بانون، أشارت إلى "زيادة مثيرة للقلق في أعمال القمع العابرة للحدود الوطنية" من جانب الحكومات الأجنبية "لتقويض حرية التعبير ومعاقبة منتقديها ومعارضيها، بما في ذلك في الشتات في الولايات المتحدة".

من جهتها، أكدت جيسيكا وايت أنّه من أجل حماية الصحفيين المستهدفين في المنفى، تتمثّل "الخطوة الأولى في الاعتراف بأنّ الأمر يشكّل تهديداً خاصّاً، وذلك من أجل جعل جميع أجهزة الشرطة على علم به".

وأضافت أنّه يجب أيضاً ضمان أمنهم الجسدي، مستشهدة بمثال المملكة المتحدة والنرويج، "حيث يحصل الأشخاص الذين يتعرّضون لتهديدات جسدية على ساعات مجهّزة بأجهزة تحذير".

ومن بين التوصيات للدول الديمقراطية، تدعو منظمة فريدوم هاوس إلى "فرض عقوبات هادفة ومنسّقة ومتعدّدة الأطراف ضدّ مرتكبي ورعاة القمع العابر للحدود الوطنية ضدّ الصحفيين في المنفى".

وفي هذا الإطار، أعربت المنظمة عن أملها في "حظر التأشيرات وتجميد الأصول"، حسب ما أشارت الباحثة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية