67 مليون مصري يدلون بأصواتهم لانتخاب رئيس البلاد (صور)
67 مليون مصري يدلون بأصواتهم لانتخاب رئيس البلاد (صور)
فتحت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها صباح اليوم الأحد، لانتخابات رئاسية تجرى على مدار ثلاثة أيام، تبدو محسومة النتائج لجهة فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بولاية ثالثة.
ودعي 67 مليون مصري للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي طغت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة على الاهتمام بها، خصوصا في غياب المنافسة القوية، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
واصطف مصريون خارج المراكز التي فتحت أبوابها عند التاسعة صباحا (07,00 ت غ)، وبعد ثلاثة أيام من الاقتراع تختتم الانتخابات عند الساعة 19,00 ت غ الثلاثاء، على أن تعلن النتائج الرسمية في 18 ديسمبر.
في حي عابدين بوسط القاهرة، تجمع عشرات المصريين من أعمار مختلفة، غالبيتهم من النساء، أمام مدرسة تستخدم كمركز اقتراع أحيط بوجود أمني كبير، بحسب فرانس برس.
ورفعت لافتات كتب عليها "اخرج وشارك"، بينما صدحت في المكان أغنيات وطنية.
وقالت سيدة خمسينية قبل الإدلاء بصوتها "لنكن واقعيين، هذه انتخابات محسومة للسيسي بسبب عدم معرفة الناس بالمنافسين".
وأضافت "رغم الغلاء وصعوبة الحياة إلا إننا بحاجة إلى شخص يستطيع التعامل مع ما يحدث على الحدود مع غزة".
وتتصدر المشكلة الاقتصادية الاهتمامات في بلد يواجه أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه، مع معدل تضخم يلامس 40% وعملة محلية فقدت 50 بالمئة من قيمتها ما أدى إلى انفلات الأسعار.
تجرى عمليات الاقتراح الأحد والاثنين والثلاثاء ما بين التاسعة صباحا والتاسعة مساء (07,00 و19,00 ت غ).
حرب غزة تلقي بظلالها
لا تثير هذه الانتخابات حماسة المصريين بعد أن ألقت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة المجاور، ظلالها على الحملة الانتخابية التي أجريت في نوفمبر.
وباتت البرامج التلفزيونية المسائية في القنوات المحلية، تحاول الآن الربط بين الانتخابات والحرب في غزة.
وقال مقدم البرامج على قناة صدى البلد أحمد موسى "هناك مليونان (في غزة) يريدون الدخول عندنا.. لا يمكن أن نكتفي بالمشاهدة، يجب أن نخرج (للمشاركة في الانتخابات) ونقول لا للتهجير".
إضافة إلى السيسي، يخوض الانتخابات ثلاثة مرشحين هم فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي (يسار وسط)، وعبدالسند يمامة من حزب الوفد الليبرالي العريق، وحازم عمر من حزب الشعب الجمهوري.
وبدا أن الأخير كان الأكثر إقناعا في مناظرة تلفزيونية وحيدة شارك فيها كل المرشحين باستثناء السيسي الذي أوفد أحد أعضاء حملته بالنيابة عنه.
وقال الناشط السياسي الصحفي خالد داوود، "لسنا واهمين أن الانتخابات تجري في ظروف مثالية أو تلبّي الضمانات التي طالبنا بها لكي تتمتع بالمصداقية والنزاهة".
غير أنه أكد أنه سيشارك ويعطي صوته لفريد زهران "لتصل رسالة واضحة وصريحة للنظام الحالي: إننا نطمح إلى التغيير ونتمسك به، وبعد عشر سنوات من إدارته للبلاد أصبحنا في وضع شديد الصعوبة وتدهورت الأوضاع المعيشية للمصريين".
ووصل السيسي، وزير الدفاع والقائد السابق للجيش، إلى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013، على إثر مظاهرات شعبية حاشدة طالبت برحيله، وفي انتخابات عامي 2014 و2018، فاز السيسي بأكثر من 96% من الأصوات.
وبعد ذلك أدخل تعديلا دستوريا لتصبح ولايته الثانية ست سنوات بدلا من أربع وليتمكن من الترشح لولاية ثالثة.
وفي هذا السياق تتجه الأنظار إلى نسبة المشاركة التي بلغت 41،5% في 2018، أقل بست نقاط عن الانتخابات السابقة.
مهندس عودة الهدوء والاستقرار
ويرى مصريون مؤيدون للرئيس المصري، أن السيسي هو مهندس عودة الهدوء إلى البلاد بعد الفوضى التي أعقبت ثورة عام 2011 وإسقاط حسني مبارك.
منذ بداية 2014، وعد السيسي بإعادة الاستقرار بما في ذلك اقتصاديا.
وأطلق الرئيس المصري في عام 2016، برنامجا طموحا للإصلاحات المالية والاقتصادية شمل تحرير سعر صرف العملة المحلية وخفض دعم السلع الأساسية الذي تمنحه الدولة لبعض الفئات المحدودة الدخل.
وأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار وتضاعف الدين الخارجي لمصر ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، ولم تدرّ المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة، العوائد المتوقعة منها.
ويدرك المصريون أن الظروف الاقتصادية لبلادهم تتأثر بالظروف الدولية الراهنة، والتي أثرت على مختلف دول العالم، ومنها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرا الحرب على غزة.