فنانون يحيون حفلة لدعم مئة ممثل لبناني "يعيشون تحت خط الفقر"

فنانون يحيون حفلة لدعم مئة ممثل لبناني "يعيشون تحت خط الفقر"

يستفيد نحو مئة ممثل لبناني باتوا "تحت خط الفقر" مع تراجُع شهرتهم وتقدمهم في السن وتدهور أوضاعهم بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان، من ريع حفلة مخصصة لدعمهم، تنظمها مساء الخميس مؤسسة غير حكومية ويحييها فنانون متبرعون بمناسبة عيد الميلاد.

وتُقدّم على مسرح صالة السفراء في كازينو لبنان في جونية (شمال بيروت) وصلات غنائية وموسيقية ضمن حفلة تحمل عنوان "نجوم تلمع أملاً"، يعود ريع عائداتها إلى الممثلين المستفيدين الذين اختارتهم نقابتا الفنانين المحترفين والممثلين بمبادرة من مؤسسة "تكريم" التي يرأسها الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم وتنظيمها، وفق فرانس برس.

وتضم لائحة الفنانين المشاركين في إحياء الحفلة المغنيات رونزا وفاديا طنب الحاج وتانيا قسيس وماريلين نعمان وسواهنّ، وجوقات من أعمار مختلفة، وفرقة موسيقية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وتتخلل الحفلة التي يتولى تقديمها كرم لوحات راقصة وتحقيقات مصوّرة.

وقد وُلدت هذه المبادرة "قبل عام تقريباً في فترة عيد الميلاد"، عندما ساعد كرم، في تأمين تكلفة عملية جراحية "لفنانة لبنانية كبيرة السن ابتعدت عن الساحة الفنية وباتت تعاني وضعاً مادياً سيئاً ولا تملك إمكانات العيش بكرامة".

وكشف أن "نحو مئة ممثل لبناني يعيشون تحت خط الفقر لا يملكون المال والموارد ولا حتى حساباً مصرفياً، ويعيشون كل يوم بيومه".

وأوضح أن هذا الواقع عائد إلى "تراجُع كبير للصناعة التلفزيونية والإنتاج"، وبالتالي "وجد هؤلاء الممثلون أنفسهم من دون موارد ومن دون دور ولا تأمين صحي".

وبإزاء هذا الوضع القاسي، لم يشأ كرم أن يقف مكتوفاً، وأطلق مشروعاً فنياً هو عبارة "عن حفلة تعاطف وحب" يشارك فيها فنانون من دون مقابل لمساعدة أكثر من مئة ممثل.

ولاحظ أن "ما مِن أحد يُعير وضع هؤلاء الممثلين اهتماماً، علماً أن عدداً كبيراً منهم في سن متقدمة وليس لبعضهم أولاد أو عائلة".

وستوزع الأموال النقدية والهدايا التي ستُجمع من بيع تذاكر الحفلة والتبرعات ما بين 24 و27 ديسمبر الجاري، وأشار كرم إلى أن حصيلة المبادرة ستتيح تغطية بدلات التأمين الصحي للممثلين المستفيدين خلال سنة 2024 وتقديم مبالغ نقدية وهدايا منزلية لهم ومواد غذائية تكفيهم 6 أشهر".

وأضاف أن "كل التبرعات ستقدّم إلى الممثلين المحتاجين بعيداً من الأضواء حفاظاً على كرامتهم، وستبقى أسماؤهم طي الكتمان".

وذكّر بأن للممثلين صندوق تعاضد تساهم في تغذيته ضريبة على الحفلات التي يحييها الفنانون الأجانب في لبنان، لكنّه أشار إلى أن "قيمة هذه الضريبة تافهة مقارنة بما يتقاضى الفنان الأجنبي، والبعض الآخر يتهرب من الدفع".

وأسف لِكَون "المنتجين اللبنانيين يدفعون أقل بعشرات المرات للممثل اللبناني مما يدفعون للممثل الأجنبي".

يشهد لبنان تفاقماً كبيراً في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إلى جانب أزمته السياسية القائمة في لبنان، بعد الانفجار المزدوج الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، الناجم عن تفجير مئات الأطنان من المواد شديدة الانفجار المخزنة في المرفأ، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 بجروح جسدية وآخرين بضائقة نفسية وتشريد، كما تضررت منازل أكثر من 300 ألف شخص.

ويرى الخبراء أن لبنان تحول من بلد متوسط الدخل إلى منخفض الدخل لعدة أسباب، منها السياسة المالية والنقدية المتبعة منذ التسعينيات التي أثبتت أنها كارثية، بجانب سعر الصرف الثابت والفوائد المرتفعة والعجز المالي رغم تنبيهات صندوق النقد الدولي ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة، لم يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدّخراتهم العالقة. 

ولبنان الذي يعاني من فراغ في سدّة رئاسة الجمهورية يشهد منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

ومع اندلاع الحرب السورية في عام 2011 أغلقت نافذة لبنان إلى الشرق، ما كبد لبنان خسائر مالية واقتصادية كبيرة، كما استقبل موجات من النازحين السوريين الذين يبحثون عن الأمان والفرص الاقتصادية وهو ما زاد من حدة الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية