دراسة تكشف تأثير تغير المناخ في زيادة مخاطر حرائق الغابات
دراسة تكشف تأثير تغير المناخ في زيادة مخاطر حرائق الغابات
كشفت دراسة علمية حديثة، مؤشرات متعددة لخطر الحرائق في الولايات المتحدة، خلال تقييم العلماء لتأثير تغير المناخ على مخاطر حرائق الغابات المستقبلية والموسمية.
وتعد حرائق الغابات من أكثر الكوارث الطبيعية تدميراً في البلاد، حيث تهدد الأرواح وتدمر المنازل والبنية التحتية وتتسبب في تلوث الهواء، من أجل التنبؤ بحرائق الغابات وإدارتها بشكل صحيح، يحتاج المديرون إلى فهم مخاطر حرائق الغابات وتخصيص الموارد وفقًا لذلك، وفقاً لموقع Scitechdaily.
وفي الدراسة، التي نشرت في مجلة Earth's Future، تعاون باحثون من معهد أبحاث الصحراء (DRI)، ومختبر أرجون الوطني، وجامعة ويسكونسن ماديسون، لتقييم مخاطر الحرائق في المستقبل، لقد نظروا في مؤشرات خطر الحرائق الأربعة المستخدمة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية للتنبؤ بمخاطر حرائق الغابات وإدارتها لمعرفة كيفية ارتباط المخاطر بحجم حرائق الغابات بين عامي 1984 و2019، ثم قاموا بفحص كيفية تغير مخاطر حرائق الغابات في ظل المناخ المستقبلي المتوقع، ووجدوا أنه من المحتمل حدوث حرائق محتملة وموسم حرائق غابات أطول في ظل تغير المناخ.
وقال أستاذ أبحاث مساعد في DRI والمؤلف الرئيسي للدراسة غو يو: "نحن نستخدم العديد من مؤشرات خطر الحرائق لتقييم مخاطر الحرائق في الولايات المتجاورة، لكن الدراسات السابقة نظرت فقط في كيفية تأثير تغير المناخ على مخاطر حرائق الغابات باستخدام واحدة منها، ولم ينظر سوى عدد قليل من الدراسات في كيفية ترجمة مخاطر الحرائق إلى حجم أو خصائص حرائق الغابات الفعلية".
تستخدم مؤشرات خطر الحرائق معلومات حول الظروف الجوية ورطوبة الوقود، أو مدى جفاف النباتات على الأرض.
مؤشرات خطر الحرائق الأكثر شيوعًا المستخدمة في أمريكا الشمالية هي مؤشر USGS لاحتمالات الحرائق، ومؤشر طقس حرائق الغابات الكندية، ومؤشرات إطلاق الطاقة ومؤشرات الاحتراق من النظام الوطني لتقييم خطر الحرائق.
أولاً، استخدم العلماء بيانات الاستشعار عن بُعد عبر الأقمار الصناعية من عام 1984 إلى عام 2019 لمعرفة مدى ارتباط مخاطر الحرائق المحتملة بالحجم النهائي لحرائق الغابات لأكثر من 13000 حريق غابات، باستثناء الحروق الخاضعة للرقابة، ووجدوا أنه عندما كان خطر حرائق الغابات أعلى، كان حجم حرائق الغابات يميل إلى أن يكون أكبر، وكانت هذه العلاقة أقوى في المناطق الأكبر.
ومن خلال دمج مؤشرات خطر الحرائق في التوقعات المناخية المستقبلية، وجدت الدراسة أن خطر حرائق الغابات الشديدة سيزداد بمعدل 10 أيام في جميع أنحاء الولايات المتحدة القارية بحلول نهاية القرن، مدفوعًا إلى حد كبير بارتفاع درجات الحرارة، ومن المتوقع أن تشهد مناطق معينة، مثل السهول الكبرى الجنوبية بما في ذلك (كنساس وأوكلاهوما وأركنساس وتكساس) أكثر من 40 يومًا إضافيًا سنويًا من خطر حرائق الغابات الشديد، ومن المتوقع أيضاً أن تشهد بعض المناطق الصغيرة انخفاضًا في موسم مخاطر حرائق الغابات السنوي بسبب ارتفاع هطول الأمطار والرطوبة، بما في ذلك الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ وساحل وسط المحيط الأطلسي.
وأضاف يو: "في ظل مناخ أكثر دفئا في المستقبل، يمكننا أن نرى أن خطر الحرائق سيكون أعلى في الشتاء، لقد فاجأني هذا، لأنه يبدو غير بديهي، لكن تغير المناخ سيغير المشهد بطرق عديدة".
ويأمل مؤلفو الدراسة أن تساعد الدراسة مديري الإطفاء على فهم حجم حرائق الغابات المحتملة حتى يتمكنوا من الاستعداد وفقًا لذلك، وكذلك فهم كيف ستتحول موسمية الحرائق وتمتد في ظل مناخ متغير.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".