الخارجية السودانية تناشد المجتمع الدولي إلزام المليشيات بوقف إطلاق نار غير مشروط

الخارجية السودانية تناشد المجتمع الدولي إلزام المليشيات بوقف إطلاق نار غير مشروط

طالبت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها اليوم الاثنين المجتمع الدولي باتخاذ موقف موحد ضد المليشيا، وإلزامها بوقف إطلاق نار غير مشروط ولكل العمليات الحربية والخروج من كل القرى والمدن والأعيان المدنية، وألا تكافأ على جرائمها الإرهابية وانتهاكاتها الفظيعة للقانون الدولي الإنساني، والالتزام بمبدأ منع الإفلات من العقاب.

ونوهت وزارة الخارجية السودانية في بيانها إلى الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها المليشيا للقانون الدولي الإنساني، وممارساتها الإرهابية في ولاية الجزيرة، والتطهير العرقي والمجازر الجماعية والاغتصاب والقتل على أساس عرقي في غرب دارفور، والاسترقاق وحصار القرى والبلدات في الجزيرة، بهدف إجبار الشباب والأطفال على التجنيد في صفوفها، باستخدام أسلوب الجماعات الإرهابية التي عرفتها المنطقة، وفق وكالة الأنباء السودانية «سونا».

وقالت الوزارة إن استهداف القرى والمناطق الريفية التي تخلو من أي مظاهر عسكرية، وارتكاب الفظائع ضد أهلها، خاصة النساء والفتيات، والتجنيد الإجباري للشباب والأطفال، هو أسلوب الجماعات الإرهابية التي عرفتها المنطقة مثل بوكو حرام وجيش الرب اليوغندي وداعش.

وأشار البيان إلى أن المليشيا ما زالت تحتجز العشرات من الفتيات فيما يشبه الاسترقاق، وتعتقل آلافا من المدنيين في معسكرات تفتقد أدنى مقومات الحياة، وخلال الأيام الماضية برزت تفاصيل مرعبة عن عمليات التطهير العرقي والمجازر الجماعية في ولاية غرب دارفور.

وتطرق إلى أن شهادات الضحايا التي نقلتها المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، وإحدى وكالات الأنباء العالمية الأيام الماضية، أن عمليات التقتيل على أساس العرق شملت كل الذكور من سن الرضاعة وحتى الشيوخ من القبائل المستهدفة، مع سبي النساء والفتيات والتمثيل بالجثث، والهجوم على معسكرات النازحين الفارين من ويلات الحرب في مدينة الجنينة وما حولها.

وأكدت الوزارة أن المليشيا تمارس التدمير الممنهج للبنى الأساسية للدولة والاقتصاد السوداني، فبعد تدمير ما تبقى من مصفاة قري للنفط، الأسبوع قبل الماضي، خربت المليشيا مصنعي سكر الجنيد وغرب سنار ونهبت كل السيارات والآليات المنقولة، والأسمدة وأتلفت المساحات المزروعة، امتدادا لنهبها كل آليات الحفر والحصاد بمشروع الجزيرة، بهدف التعطيل الكامل للعمليات الإنتاجية في المشروع وفي الولاية بأسرها.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد نحو سبعة ملايين سوداني لجأ من بينهم نحو مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية