"مكافأة" للترحيل الطوعي.. واشنطن تعرض 3 آلاف دولار للمهاجرين لمغادرة البلاد
"مكافأة" للترحيل الطوعي.. واشنطن تعرض 3 آلاف دولار للمهاجرين لمغادرة البلاد
عرضت الحكومة الأمريكية حافزًا ماليًا جديدًا للمهاجرين الذين لا يحملون إقامة قانونية، في خطوة تسعى من خلالها إلى تشجيعهم على مغادرة الولايات المتحدة طواعية قبل نهاية العام الجاري، ضمن برنامج تسوّقه السلطات على أنه “مكافأة عيد الميلاد”.
ويأتي هذا الإجراء في سياق تشديد متواصل لسياسات الهجرة، بالتوازي مع تصعيد حملات الترحيل والضغوط الأمنية على المهاجرين غير النظاميين في مختلف الولايات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، الثلاثاء.
وتوضح وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن المهاجرين الذين يسجلون أسماءهم للمغادرة الطوعية قبل 31 ديسمبر سيحصلون على رحلة طيران مجانية إلى بلدانهم الأصلية، إضافة إلى دفعة مالية تبلغ 3 آلاف دولار.
فرصة محدودة زمنياً
تقدم السلطات هذا العرض باعتباره فرصة “محدودة زمنياً” تتيح للمهاجرين العودة إلى أوطانهم “في الوقت المناسب لموسم الأعياد”، وفق الخطاب الرسمي المصاحب للحملة.
وتكشف هذه الخطوة عن توسيع لبرنامج “الترحيل الذاتي” الذي أطلقته الحكومة منذ مايو الماضي، حيث كانت تعرض آنذاك حافزًا ماليًا أقل بقيمة ألف دولار فقط، مقابل تنظيم المغادرة عبر تطبيق إلكتروني على الهاتف المحمول.
ويهدف التطبيق إلى تسهيل ما تسميه السلطات “الخروج المنظم والطوعي” للمهاجرين غير النظاميين، دون اللجوء إلى الاحتجاز أو الترحيل القسري.
حملة موسمية ورسائل
تكثف وزارة الأمن الداخلي في الأسابيع الأخيرة حملتها الترويجية للبرنامج، مستغلة أجواء الأعياد، عبر رسائل إعلامية مصممة خصيصًا لهذا التوقيت، تحثّ المهاجرين على قبول العرض المالي واللوجستي قبل انتهاء المهلة.
وتعكس هذه الحملة محاولة رسم صورة أقل صدامية لسياسات الترحيل، عبر تقديمها في قالب “اختياري” وإنساني، رغم الانتقادات الحقوقية الواسعة.
يعيش في الولايات المتحدة مئات الآلاف من المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطرق غير نظامية منذ سنوات طويلة، بل إن بعضهم أمضى عقودًا داخل المجتمع الأمريكي، ويعتبر البلاد وطنه الفعلي، حيث بنى حياة أسرية ومهنية، وأنجب أبناءً يحملون الجنسية الأمريكية.
وتثير هذه الوقائع تساؤلات عميقة حول فاعلية وجدوى تشجيع هؤلاء على “العودة” إلى بلدان قد لا تربطهم بها اليوم سوى صلات ضعيفة.
تشديد في عهد ترامب
يتزامن هذا البرنامج مع تصعيد واضح في سياسات الهجرة منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، حيث جعل من الترحيل الجماعي ركيزة أساسية في أجندته السياسية.
واشتدت في هذا الإطار حملات مداهمة المهاجرين، كما نفذت إدارة الهجرة والجمارك عمليات أكثر صرامة لاحتجاز الأشخاص الذين لا يملكون وضعًا قانونيًا.
يعكس عرض “مكافأة عيد الميلاد” محاولة مزدوجة من الإدارة الأمريكية، تجمع بين العصا والجزرة، عبر التضييق الأمني من جهة، وتقديم حوافز مالية محدودة من جهة أخرى، لدفع المهاجرين إلى المغادرة الطوعية.
غير أن منظمات حقوقية ترى أن هذه السياسات لا تعالج جذور الهجرة، بل تزيد من هشاشة أوضاع المهاجرين، وتضعهم أمام خيارات قسرية مغلفة بخطاب إنساني مؤقت.










