اليوم العالمي للغة برايل.. جسر لتواصل ملايين المكفوفين مع العالم
يُحتفل به في 4 يناير من كل عام
كنبراس مضيء في نهاية نفق مظلم، تحولت لغة برايل إلى جسر لنقل ملايين المكفوفين وضعاف البصر في العالم من ضفة التهميش والإقصاء إلى ضفة المشاركة والاندماج
ويحيي العالم، اليوم الدولي للغة برايل، في 4 يناير من كل عام، لتعزيز الوعي بأهمية اللغة بوصفها وسيلة للتواصل وتعزيز الحقوق الأساسية للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر.
ولغة برايل هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم.
ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة برايل، والتي سُمّيت على اسم مخترعها في القرن الـ19 الفرنسي لويس برايل، لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة بشكل يضمن الكفاءة والاستقلال والمساواة.
وفقد لويس برايل بصره وهو طفل صغير أثناء مساعدة أمه نتيجة دخول إبرة في عينه، وعندما بلغ سن 3 سنوات أصيب بالتهاب في عينه الأخرى فأصبح كفيفاً تماما، لكن الإبرة التي أذهبت بصره كانت سبباً في إضاءة حياة ملايين كانوا يعيشون في الظلام.
آلة كاتبة للمكفوفين
واستطاع الطفل في سن السادسة عشرة من عمره ابتكار لغة "برايل"، وحاول مرارا تقديم مشروعه إلى الأكاديمية الفرنسية، لكنه كان يقابل دائما بالرفض، غير أنه استطاع بمساعدة أبيه، أن يبتكر آلة كاتبة للمكفوفين، حيث بات بوسع المكفوفين أن يكتبوا إلى جانب قدرتهم على القراءة.
وتعتبر (المادة 2) من اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة، لغة برايل وسيلة اتصال للمكفوفين لها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة وفي سياق الإدماج الاجتماعي.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يبلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وهم أقل الفئات الاجتماعية انتفاعا بخدمات الرعاية الصحية والتعليم والتوظيف والمشاركة المجتمعية حتى في ظل الظروف العادية.
كما أنهم الفئة الأكثر وقوعا تحت خط الفقر والمعاناة من العنف والإهمال وسوء المعاملة، فضلا عن أنهم من بين أكثر الفئات تهميشًا في المجتمعات المأزومة أو التي تعاني الصراعات والنزاعات المسلحة.
40 مليون شخص
وبحسب تقديرات الاتحاد العالمي للمكفوفين، يبلغ عدد أصحاب الإعاقة البصرية نحو 40 مليون شخص، فيما يصل عدد ضعاف البصر، أي الذين لديهم درجة الرؤية محدودة في إحدى العينين، إلى نحو 300 مليون شخص بالعالم.
وتصل نسبة المكفوفين وضعاف البصر الذين يعيشون في البلدان النامية ذات الدخل المنخفض إلى نحو 90 بالمئة، تتصدرها الهند وتليها إفريقيا ثم العالم العربي والصين.
ومؤخرا تولي مختلف دول العالم اهتماما لافتا لذوي الاحتياجات الخاصة للعمل والتدريب والتأهيل، لتعزيز المشاركة في مختلف المجالات والتمكين داخل سوق العمل في مجتمعاتهم.
ويواجه المعاقون بصريًا العديد من التحديات في ما يتصل بالاستقلالية والعزلة، خاصة الذين يعتمدون على استخدام اللمس للتعبير عن احتياجاتهم والحصول على المعلومات.
وتقول الأمم المتحدة إن تفشي وباء فيروس كورونا أظهر أهمية إنتاج المعلومات الضرورية بأشكال يسهل الوصول إليها، بما في ذلك لغة برايل والصيغ السمعية للمكفوفين وضعاف البصر.
ويواجه العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة مخاطر أكبر من التلوث بسبب فقدانهم إرشادات واحتياطات الحماية وتقليل انتشار الوباء، ما يتطلب تكثيف جميع الأنشطة المتعلقة بالتيسير الرقمي لضمان الإدماج الرقمي لكل الناس.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن ثلثي من يفقدون البصر في العالم من النساء والفتيات، اللاتي تنخفض حقوقهن عن الرجال في البلدان النامية، سواء في الحصول على خدمات الرعاية الصحية أو التعليم أو فرص العمل.
وتعمل المنظمة الأممية، على دعم برامج مكافحة العمى في البلدان الأكثر تضرراً من العمى، إذ تعمل مع شركائها في العديد من الدول على التخلص من أسباب العمى وفقدان الرؤية والوقاية منه.
وتوصي منظمة الصحة بزيادة تقديم خدمات الرعاية الصحية للعيون في جميع البلدان التي هي بحاجة إلى ذلك، إضافة إلى تقديم خطة عمل للقضاء على ضعف البصر والعمى اللذين يمكن تجنبهما بتنفيذ بعض الإجراءات والتدابير الوقائية.