سكان المملكة المتحدة يفرون من فيضانات لم تحدث منذ عام 2000

سكان المملكة المتحدة يفرون من فيضانات لم تحدث منذ عام 2000

مئات التحذيرات تلاحق المواطنين في المملكة المتحدة لتنبههم من حدوث فيضانات وأمطار غزيرة بسبب العاصفة "هينك" التي ضربت المملكة، الثلاثاء، وأجبرت المواطنين على إخلاء منازلهم، بل وتسببت في قتل المواطنين حيث تسقط الأشجار على السيارات أثناء القيادة.

وأعلنت شرطة "غلوسترشير" بغرب بريطانيا مقتل رجل في الخمسينيات من العمر عندما سقطت شجرة على سيارته خلال العواصف قرب "سيرنسيستر"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وسيطرت الصدمة على المواطنين بعد أن استيقظوا على مشهد الفيضانات؛ حيث وصل منسوب المياه في نهر "ترينت" أعلى مستوى شهده منذ أكثر من 20 عامًا، وغمرت المياه العديد من العقارات ما أدى لنقل العديد من الأشخاص الذين يعيشون بجوار النهر إلى فندق قريب.

ونصح مجلس المقاطعة السكان الذين يعيشون على طول "وادى ترينت" بالاستعداد لحدوث فيضانات، لما أظهرته آخر التوقعات بأن مستويات الأنهار على طول نهر "ترينت" قد تقترب من أعلى المستويات المسجلة منذ عام 2000.

بحسب الأرقام التي سجلتها الرياح المرافقة للعاصفة "هينك" في "آيل أوف وايت" قبالة الساحل الجنوبي لبريطانيا، الثلاثاء الماضي، وكانت الأقوى، وصلت سرعة الرياح إلى 151 كم بالساعة.

وفي مطار "إيكزيتر" بلغت سرعة الرياح 130 كم على الساحل الجنوبي في "ديفون"، بحسب وكالة الأرصاد الجوية، كما انقطعت الكهرباء عن 10 آلاف مشترك بحسب "مؤسسة شبكات الطاقة" التي تضم شركات لتزويد الغاز والكهرباء.

العديد من الأهالي بالمملكة يقيمون في مراكب وبيوت متنقلة في نهر "نيني" قرب "نورثامبتون"، على بُعد 112 كم شمال لندن، هؤلاء أكثر عرضة لمخاطر الفيضانات لذلك تم إجلاء الكثير منهم بسبب ارتفاع منسوب المياه.

شوارع إنجلترا تحولت إلى أنهار بعد أن غمرتها الفيضانات بل وغمرت البيوت أيضًا، ولا يزال هناك أكثر من 500 تحذير من الفيضانات سارية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، فأجزاء كبيرة من المملكة المتحدة تعاني من انقطاع التيار الكهربائي وتعطل حركة الطيران.

في ويلز صدرت 8 تحذيرات و32 إنذارا من فيضانات، وتحذير من فيضان قوي، ما يشير إلى خطر على الأرواح بحسب هيئة "الموارد الطبيعية لويز"، وقالت الشركة الوطنية المشغلة للطرق السريعة والطرق الرئيسية في بريطانيا، إن العديد من الطرق أُغلقت بسبب الفيضانات.

وحذرت شركات القطارات الركاب من تعطل الخدمات، بعد أن تسببت الرياح العاتية في اقتلاع أشجار وسقوطها على خطوط السكك الحديد، وتشمل الخسائر التي تسببت فيها العاصفة "هينك" إضعاف قدرة التربة والأنهار على استيعاب كميات الأمطار الغزيرة.

وتسبب ذلك في أضرار مادية كبيرة، ومن المتوقع استمرار تأثير الفيضانات على طول ضفاف الأنهار في المناطق الأكثر تضررًا مع وجود أكثر من 500 تحذير من فيضانات تتراوح خطورتها ما بين الحمراء والصفراء، وأعلنت السلطات البريطانية مؤشر القلق بمقاطعة (نوتنجهامشاير) شرقي البلاد بسبب الفيضانات على طول نهر "ترينت"، وارتفاع مستويات المياه بسبب عاصفة "هينك".

وفي الوقت نفسه، تم إصدار تنبيه صحي بارد باللون الأصفر في شمال غرب إنجلترا وويست ميدلاندز وإيست ميدلاندز وجنوب غرب إنجلترا، وسيستمر هذا حتى يوم الجمعة، ويعني تنبيه الصحة الباردة باللون الكهرماني، أنه من المرجح أن تكون تأثيرات الطقس البارد محسوسة في جميع أنحاء الخدمة الصحية لفترة طويلة من الوقت، مع احتمال تعرض جميع السكان للخطر.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولا عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية