السفيرة الأمريكية بمجلس الأمن: موظفو الأونروا أنقذوا حياة الآلاف

السفيرة الأمريكية بمجلس الأمن: موظفو الأونروا أنقذوا حياة الآلاف
السفيرة الأمريكية بمجلس الأمن

أكدت السفيرة الأمريكية بمجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، ضرورة أن يقدم مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره الدعم المتواصل لكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ. 

وقالت غرينفيلد، أمام الصحفيين عقب إحاطة كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، إن الوكالة الأممية هي الوحيدة على الأرض التي تمتلك القدرات اللازمة لتوفير المساعدات الضرورية للفلسطينيين. 

وأضافت السفيرة الأمريكية، أن موظفي الأونروا قاموا بعمل فائق، وأنقذوا حياة الآلاف، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة. 

وأعربت عن الأسف لأن تلك المعلومات أثارت الشكوك حول الأونروا، وأكدت ضرورة عدم السماح لذلك بتقويض جهود الوكالة الأممية.

وأشارت السفيرة الأمريكية إلى مشاركتها في الاجتماع الذي سيعقده أمين عام الأمم المتحدة مع المانحين لبحث سبيل التقدم إلى الأمام.

وأكدت أهمية زيادة وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود، إلى المدنيين في غزة بالإضافة إلى توسيع نطاق السلع التجارية لتلبية الاحتياجات الأساسية ومعالجة انعدام الأمن الغذائي.

وقالت: "على كل الأطراف في المنطقة العمل مع كبيرة المنسقين كاغ وفريقها لتوسيع نطاق توصيل المساعدات الإنسانية بشكل مستدام.. كل الأطراف.. يجب أن يحدث ذلك وبشكل سريع من أجل الطفل الذي سيخلد مرة أخرى إلى النوم في غزة وهو جائع، والسيدة المسنة التي سينفد الدواء الذي تحتاج إليه لعلاج القلب، والأسر التي تعيش في الشوارع في خيام مؤقتة مصنوعة من القماش والبلاستيك.. من أجل جميع أولئك المتضررين، سنواصل دفع جميع الأطراف لتيسير توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".

ونوهت السفيرة الأمريكية أن بلادها ستواصل العمل من أجل التوصل لاتفاق يؤمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويسمح بتوقف مُطول للقتال، وقالت: "لا يمكن تحقيق تقدم باتجاه السلام الدائم بدون حل أزمة الرهائن".

ونقلت عن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن القول إن الاقتراح المطروح بهذا الشأن قوي ويتضمن هدنة إنسانية أطول مما تم تطبيقه في شهر نوفمبر، توفر الفرصة للإفراج عن مزيد من الرهائن وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

تحقيق ومراجعة شاملة ومستقلة

وكانت الولايات المتحدة قد علقت مؤقتا تمويلها لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، بعد ادعاءات بمشاركة عدد من موظفي الوكالة في هجمات 7 أكتوبر.

وردا على أسئلة الصحفيين، قالت توماس غرينفيلد إن واشنطن تنظر في تلك الادعاءات ورحبت بقرار الأمم المتحدة إجراء تحقيق ومراجعة شاملة ومستقلة في عمل الأونروا.

ورحبت أيضا بتعهد الأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ إجراء حاسم إذا ثبتت صحة تلك الادعاءات، وفي نفس الوقت شددت السفيرة الأمريكية على "أهمية الدور الذي تقوم به الأونروا في توفير مساعدات منقذة للحياة للفلسطينيين، بما في ذلك الغذاء والدواء والمأوى".

وقالت إن الولايات المتحدة تواصلت مع الحكومة الإسرائيلية سعيا للحصول على مزيد من المعلومات بشأن تلك الادعاءات، وشددت على ضرورة ألا يطغى ذلك على "العمل العظيم الذي تقوم به الأونروا".

لا يوجد بديل

وقالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، إنه "لا يوجد بديل للدور الإنساني الذي تلعبه الأونروا في غزة" ودعت جميع المعنيين إلى تكثيف الجهود "بالنظر إلى مجمل الاحتياجات وحجم الأزمة تعقيدها". 

وفي حديثها للصحفيين، قالت كاغ إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش والمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني اتخذا إجراءات سريعة لمعالجة الادعاءات ضد بعض موظفي الوكالة والتحقيق فيها، في إشارة إلى ادعاءات بشأن مشاركة عدد من موظفي الأونروا في هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل. 

وشددت المسؤولة الأممية على الحاجة الماسة للاعتراف بالدور المركزي الذي تلعبه الأونروا في قطاع غزة في حياة الغزاويين اليومية هناك أثناء النزاع الحالي وقبله. 

وعلى مدى الأيام العشرين الماضية منذ بداية ولايتها، التقت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار مع العديد من الأطراف المعنية بملف غزة في محاولة لتسريع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين، وإنشاء آلية أممية يمكن أن تساعد في التحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية ومراقبتها.

وقالت للصحفيين إنها متفائلة للغاية بالدعم الذي تلقته من أعضاء المجلس، وقالت إنها عرضت عليهم بعض الملاحظات والتوصيات الأولية التي تتمحور حول 4 نقاط، وهي: طرق الإمداد والوصول إلى غزة، والوضع في القطاع والتوزيع عبره، وخلق بيئة تمكينية، وإنشاء الآلية الأممية نفسها.

وقالت: "في النهاية، الأمر لا يتعلق بعدد الشاحنات، بل يتعلق بالحجم والجودة والسرعة والتسليم المستمر للسلع الإنسانية والتجارية للوصول إلى المدنيين في غزة، ويمكن للآلية، عند إعدادها وتشغيلها، أن تساعد حقاً في تسهيل ذلك، ستساعدنا على التتبع، وتعزيز الشفافية، وستساعد في التحقق، ومن الواضح أنها ستساعد في معرفة ما إذا كانت المواد قد وصلت بالفعل إلى السكان المدنيين".

واقترحت كاغ على مجلس الأمن أن يتم تنفيذ الآلية على مراحل، وأضافت أنه بدون وقف إطلاق النار، لا يوجد مجال لنشر مراقبين في جميع أنحاء غزة للتحقق من توزيع المساعدات ومراقبتها، وقالت إن فريقها سيبدأ أولاً بإنشاء قاعدة بيانات يمكن أن تساعد في حصر إجمالي المساعدات والإمدادات القادمة والحصول على الموافقات المسبقة. 

وذكرت أن المناقشات جارية نيابة عن المجتمع الإنساني حول السلع الإنسانية الأساسية والمواد الأخرى التي يجب السماح بدخولها إلى غزة، وقالت إن الآلية وقاعدة البيانات ستزيدان الشفافية والوضوح، ما قد يساعدها على إزالة أكبر عدد ممكن من العقبات والقيود المحتملة.

وأشارت إلى أنه قبل 7 أكتوبر، كان هناك قدر كبير من السلع التجارية التي تدخل غزة، وشددت على أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع تلبية احتياجات السكان المدنيين.

سيغريد كاغ

دعم من مجلس الأمن

وبعد المشاورات المغلقة التي استمعوا خلالها إلى أول إحاطة من سيغريد كاغ، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن القلق بشأن الوضع الإنساني الصعب الذي يتدهور بسرعة في قطاع غزة.

وقالت السفيرة ناتالي بروديرست إيستيفال من بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس، إن أعضاء المجلس يشددون على الحاجة العاجلة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.

وحثت إيستيفال، نيابة عن الأعضاء، جميع الأطراف على الانخراط مع سيجريد كاغ لتيسير تطبيق الولاية بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720.

العدوان على قطاع غزة

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 26 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 65 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 520 من الضباط والجنود منهم 186 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية برغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية