مؤسسة حقوقية تحذّر من وصول معدلات الفقر إلى 36% بين السكان العرب في 2024

مؤسسة حقوقية تحذّر من وصول معدلات الفقر إلى 36% بين السكان العرب في 2024

قالت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، إن الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية تنذر بوصول معدلات الفقر إلى 36% من السكان العرب في 2024، وذلك بسبب العديد من التحديات منها جائحة كوفيد 19، والندرة المائية، والتغيرات المناخية، وتزايد النمو السكاني، والبطالة والصراعات وغيرها.

في إطار مشاركتها الدورية في المنتدى السياسي رفيع المستوى، واهتمامها بتعزيز أوضاع التنمية المستدامة، أطلقت مؤسسة ماعت دورية بحثية شهرية تحت عنوان "جهود الدول العربية للّحاق بالركب.. رؤية تقييمية لأهداف التنمية محل استعراض عام 2024".

الصراعات في المنطقة العربية

وتهدف الدورة الحالية للمنتدى لرصد وتقييم الأهداف التنموية محل الاستعراض العام في المنطقة العربية، وذلك خلال الفترة ما بين فبراير- يوليو 2024، فيما جاء العدد الأول من الدورية بعنوان “الهدف الأول في المنطقة العربية.. بين مضمون الغايات وواقع المؤشرات"، ليسلط الضوء على تقييم واقع الهدف الأول المعني بالفقر في كافة أقاليم المنطقة العربية.

وتناولت مؤسسة ماعت مؤشرات ومعدلات الفقر في المنطقة العربية، وأداء هذه الدول فيما يخص تحقيق غايات الهدف الأول، مؤكدة من خلال الإصدار أنه بالرغم من تولي المنطقة العربية اهتماماً جلياً بالتنمية المستدامة وأهدافها، فإن وقائع المنطقة العربية ومؤشراتها بشأن الهدف الأول ومقاصده تكشف تناقضات عدة.

وأشارت المؤسسة: إلى أنه في الوقت الذي تترامى فيه أطراف المنطقة العربية على مساحة 13.15 مليون كم2، وتحمل تركيبة ديمغرافية مقدرة بأكثر من 430 مليون نسمة وفقاً لإحصائيات ديسمبر 2023، وبثروة شبابية مقدرة بنحو 100 مليون نسمة، وتحوز أكثر من 55% من احتياطي النفط العالمي و27.5 من مصادر الغاز الطبيعية، لكن ترصد المنطقة نحو 250 مليون مواطن عربي بين مهمش وفقير وضعيف، وتصور قبوع 1 من أصل 3 عرب تحت خط الفقر الوطني وتقدرهم بنحو 131 مليون مواطن.

من جانبه أشار الخبير الحقوقي الدولي، ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل، إلى أن الحروب والصراعات هي أحد الأسباب الجذرية التي أثرت بشكل مباشر على معدلات الفقر، بل وأصبح يتزايد في العالم كله وخاصة المنطقة العربية، حيث كلفت الحروب والصراعات دول المنطقة العربية المتصارعة أكثر من 900 مليار دولار خلال الفترة 2011- 2018 بما في ذلك ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، وألقت بتأثيرها على 180 مليون مواطن عربي لدى الدول المجاورة، فضلا عن وطأة وأعباء الديون التي لطالما تعاني منها الدول العربية.

أنظمة الحماية الاجتماعية

وطالب عقيل الدول العربية بضرورة النظر إلى تعزيز القدرات المعنية بإدارة الديون وتوجيه الموارد المالية نحو النشاط الإنتاجي والبنية التحتية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

كما أوصى بالعمل على تدشين أنظمة الحماية الاجتماعية وخاصة للأسر الأشد ضعفاً وتعزيز الاستثمارات المالية لتنفيذها وتوسيع فرص مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني للقيام بأدوارهم الاجتماعية والتكافلية.

نظم إنذار مبكر للطوارئ

من جانبه أوصى الباحث في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت سيد غريب، بضرورة الاتجاه نحو بناء القدرة على الصمود والتصدي للكوارث والأزمات والتقلبات المؤدية إلى زيادة الفقر والمعرقلة للهدف الأول، مثل جائحة كوفيد والحرب الروسية الأوكرانية والجفاف والتغيرات المناخية من خلال تدشين نظم إنذار مبكرة للطوارئ.

جدير بالذكر أن دورية "جهود الدول العربية للحاق بالركب.. رؤية تقييمية لأهداف التنمية محل استعراض عام 2024"، تتكون من 5 إصدارات، لتقديم رؤية تقييمية لمؤشرات الأهداف التنموية محل الاستعراض لعام 2024 في منتدى السياسيات رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة والتابع للأمم المتحدة، وهي الأهداف: 1، 2، 13، 16، 17، حيث إن آلية المنتدى تقوم على تحديد 5 أهداف كل عام، تكون هي محل الاستعراض والتقييم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية