عاصفة ثلجية غير مسبوقة منذ عامين تضرب الولايات المتحدة

عاصفة ثلجية غير مسبوقة منذ عامين تضرب الولايات المتحدة

ضربت شمال شرق الولايات المتحدة عاصفة شتوية شديدة أدت إلى تساقط ثلوج سميكة في نيويورك للمرة الأولى منذ عامين، وتسببت في إلغاء رحلات جوية وإغلاق مدارس.

وألغيت أكثر من 1220 رحلة جوية بما فيها 43% من الرحلات في مطار لاغارديا في نيويورك، بالإضافة إلى واحدة من كل 5 رحلات في مطار جون إف كينيدي الدولي في المدينة، وفق موقع "فلايت أوير" المتخصص في تتبع حركة الطيران.

واضطرت المدارس لإغلاق أبوابها في مدينة نيويورك فيما دعت السلطات العامة إلى تجنب القيادة وسط ظروف قد تكون خطرة، وفق وكالة فرانس برس.

وغطت ثلوج سميكة مدينة نيويورك (8,5 مليون نسمة) ومواقعها الأكثر شهرة مثل سنترال بارك وجسر بروكلين وساحة تايمز سكوير، وضواحيها.

ويعود آخر تساقط للثلوج في المدينة إلى 16 يناير الماضي.

وأفاد نظام إشعارات الطوارئ في المدينة في تحذير "يُتوقع تساقط ثلوج تراوح سماكتها ما بين 10 و20 سنتيمترا وهبوب رياح تصل سرعتها إلى 64 كيلومترا في الساعة.. تجنبوا التنقل غير الضروري، وإذا كان عليكم ذلك، استخدموا وسائل النقل الجماعي".

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرا من عواصف شتوية إلى أكثر من 32 مليون شخص في نيويورك ونيوجيرزي وبنسلفانيا خصوصا.

وعُزلت مناطق ريفية في الشمال الشرقي بسبب الثلوج الكثيفة التي غطّت الطرق.

وقالت هيئة الأرصاد الجوية في تحديث "ستحمل العاصفة رياحا قوية وثلوجا كثيفة.. ما قد يؤدي إلى تضرر أشجار وخطوط كهرباء وتعطيل السفر، ويتوقَّع حدوث فيضانات ساحلية على طول أجزاء من الساحل الشرقي".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية