مسؤولة بمنظمة الفاو: آثار تغير المناخ غير عادلة ولن ينجو منها أحد

مسؤولة بمنظمة الفاو: آثار تغير المناخ غير عادلة ولن ينجو منها أحد
نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بيث بيكدول

لن ينجو أحد من أزمة تغير المناخ على الكرة الأرضية، إلا أن آثارها لن تكون عادلة، وفق نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بيث بيكدول.

جاء ذلك خلال مناقشة مفتوحة رفيعة المستوى، يوم الأربعاء، حول تأثير تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي على حماية السلام والأمن الدوليين التي أجراها مجلس الأمن الدولي.

وقالت بيكدول: "نعلم أن المجتمعات المعرضة لمخاطر تغير المناخ بصورة أكبر من غيرهم هم من يعتمدون على النشاط الزراعي والمصادر الطبيعية.. هذه المجتمعات تعتمد على موارد طبيعية متناقصة".

ووفق التقرير العالمي لعام 2023، عن أزمة الغذاء، فإن 258 مليون شخص في 58 دولة، يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، ثلثا هذا العدد (174 مليون شخص)، وقعوا في هذه الفئة بسبب تغير المناخ والصراعات في مناطقهم.

وأضافت أن تغير المناخ يلغي التقدم في مكافحة الجوع، وتفاقم الأزمة سيقود إلى الصراع، "وعلى سبيل المثال فإن 10% من الأراضي المنتجة لأكبر كميات من المحاصيل حاليا، قد تتضرر من الانبعاثات الكربونية المرتفعة في منتصف الألفية (2050)".

ودعت بيكدول إلى إعداد المزارعين والمجتمعات بصفة عامة بأدوات تمكنهم من التعامل مع هذه الأزمات، وتساعدهم على التعافي السريع.

وسلطت المسؤولة الأممية الضوء على العلاقة بين الصراع وتغير المناخ، مشيرة إلى مثال من غرب ووسط إفريقيا، والصراع بين الرعاة على موارد طبيعية محدودة في نشاط الرعي.

كما ذكرت نموذج توفير منظمة الفاو للمياه في اليمن، وهو المشروع الذي أسهم في التخفيف من حدة الصراع المتعلق بالمياه هناك.

والمشروع استهدف جمع مياه الأمطار وضخه في القنوات المائية لري الأراضي الزراعية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية