لوموند: الاتحاد الإفريقي يحظر إسرائيل نهائياً بعد جرائمها في غزة

لوموند: الاتحاد الإفريقي يحظر إسرائيل نهائياً بعد جرائمها في غزة

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الاتحاد الإفريقي قام بحظر إسرائيل بشكل نهائي، موضحة أنه قد سحب من إسرائيل صفة مراقب، كما بدا المبعوث الإسرائيلي في أديس أبابا منبوذاً يعقد جلسات سرية.

وأوضحت الصحيفة، أنه على الرغم من أن الاتحاد الإفريقي، قد سبق وسحب منها صفة مراقب، لكن بفضل دبلوماسيتها النشطة في إفريقيا، تظل إسرائيل مؤثرة في القارة، ما دفع بعض دول القارة لتهميش حظرها نهائياً.

ولفتت الصحيفة الفرنسية، إلى واقعة طرد الوفد الإسرائيلي في فبراير 2023، خلال قمة الاتحاد الإفريقي السابقة، من الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي مع بدء المناقشات بين رؤساء دول القارة في أديس أبابا.

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن جنوب إفريقيا والجزائر، الدولتين اللتين كانتا وراء تهميش الممثلين الإسرائيليين، قد عارضتا وجود إسرائيل كعضو مراقب داخل المنظمة الإفريقية، إلا أن تلك المسألة لم يتم حلها رسميا.

وأشارت "لوموند" إلى أنه بعد مرور عام على هذه الحادثة الدبلوماسية، وضعت الحرب في قطاع غزة حداً لهذا النقاش.

ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن مصدر مسؤول كبير في الاتحاد الإفريقي قوله: "الملف المتعلق باعتماد إسرائيل مغلق وقد علقت المنظمة صفة مراقبها بشكل نهائي".

وقال، المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إيبا كالوندو، يوم السبت إن "إسرائيل ليست مدعوة لحضور القمة".

وعادت "لوموند" قائلة: “إنه بعد عقد من الجهود الدبلوماسية وعامين بعد اعتمادها، تم حظر تل أبيب بشكل نهائي من المؤسسة”.

في المقابل، فرش الاتحاد الإفريقي السجادة الحمراء لرئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد أشتية، الذي حظي، من على منصة الجمعية العامة، بالتصفيق الطويل من رؤساء دول قارة ملتزمة في معظمها بقضيتها، وفقاً للصحيفة الفرنسية.

وقال أشتية أمام الزعماء الأفارقة: "الفلسطينيون يدافعون عن وطنهم كما دافعتم أنتم في إفريقيا عن أراضيكم ضد الاستعمار".

وقالت الصحيفة الفرنسية إنه: "لم يتراجع الأخيرون عن ضرباتهم عندما أدانوا الهجوم الإسرائيلي، الانتهاك الأكثر فظاظة للقانون الإنساني الدولي، على حد تعبير رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقيه محمد، الذي يتهم إسرائيل بالرغبة في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة".

وبعده، شكر رئيس جزر القمر غزالي عثماني جنوب إفريقيا على تقديمها شكوى إلى محكمة العدل الدولية للتنديد بـ"الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل أمام أعيننا"، مضيفاً: "علينا أن نعيش مع الكاثوليك، ولكن أيضًا مع اليهود الملعونين، ليحل عليهم غضب الله.. اليهود هم أسياد العالم.. إنهم ليسوا مثلنا.. إنهم يتربصون في الظل ويكشفون عن أنفسهم في اللحظة المناسبة".

وفي يناير، حكم قضاة محكمة العدل الدولية لصالح بريتوريا، التي قدمت طلبا في نهاية ديسمبر الماضي، تتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

من جهتها، قالت ليزل لو فودران، الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية: "هذا أحد أعظم الإنجازات في الدبلوماسية الإفريقية"، مضيفة أنه انتصار احتفل به ممثلو بريتوريا في أديس أبابا.

ولكن بعد النشوة، أعربت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ذات الشخصية الجذابة، ناليدي باندور، عن قلقها "بشأن وجود ممثلين إسرائيليين في مقر الاتحاد الإفريقي في الأيام الأخيرة".

وتابعت: "بالفعل، شوهد يوم الأربعاء السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا داخل المبنى وعقد نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية لشؤون إفريقيا، شارون بارلي، الشخص المطرود من الاتحاد الإفريقي عام 2023، اجتماعات سرية في العاصمة الإثيوبية"، بحسب عدة مصادر دبلوماسية.

وأضافت الصحيفة: "إذا تم الآن حظر إسرائيل رسميا من الاتحاد الإفريقي، فإن إفريقيا لا تزال منقسمة بشأنها، ويتجلى ذلك من خلال التصويت على القرار الذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة في الأمم المتحدة في 27 أكتوبر".

وقد أيدته 38 دولة إفريقية، بينما امتنعت 7 دول عن التصويت، ولا يزال النفوذ الإسرائيلي كبيرا في القارة، نتيجة للهجوم الدبلوماسي طويل الأمد الذي قاده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مدى العقد الماضي.

وقالت "لوموند" إنه في السنوات الأخيرة، أسفرت جهود إسرائيل عن تطبيع علاقاتها مع العديد من الدول، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن، موضحة أن "المغرب وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وكينيا يعتبرون من بين أقرب المتعاونين مع إسرائيل في القارة".

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أوجه التعاون بين بعض الدول في القارة وبين إسرائيل، منها: "شراكات يتم إنشاؤها مقابل الدعم في مجال الأمن السيبراني -والذي يتجسد في بيع برنامج التجسس "بيجاسوس" (من شركة NSO Group الإسرائيلية)- أو اتفاقيات التعاون العسكري مثل مشروع بيع وتجميع طائرات بدون طيار إسرائيلية في المغرب.

الحرب على قطاع غزة       

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 29 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 69 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 574 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية والأزمة الإنسانية الحادة في غزة في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية