إجلاء 30 ألف شخص بسبب حرائق الغابات بولاية فيكتوريا الأسترالية
إجلاء 30 ألف شخص بسبب حرائق الغابات بولاية فيكتوريا الأسترالية
أمرت السلطات الأسترالية بإجلاء نحو 30 ألف شخص من منازلهم في بعض المناطق بولاية فيكتوريا جراء أسوأ حرائق غابات تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
وذكرت قناة "سي إن إن" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن حرائق الغابات اندلعت في الولاية وأصبحت خارج السيطرة منذ يوم الخميس الماضي بسبب الأجواء الحارة والجفاف والرياح، ما تسبب في تدمير ستة منازل على الأقل.. وأعربت السلطات عن مخاوفها من انتشار الحرائق إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأضافت القناة أن هذه الحرائق تأتي عقب أكثر من أربعة أعوام من تدمير حرائق الغابات مساحات كبيرة من جنوب شرقي أستراليا، ما أسفر عن مصرع 33 شخصا.
وكانت السلطات الأسترالية حذرت الاثنين، من انتشار المزيد من حرائق الغابات المشتعلة بولاية "فكتوريا" خلال الأسبوع الجاري بسبب توقعات ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الرياح.
وذكر راديو هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) أن المئات من رجال الإطفاء يعملون على احتواء حريق غابات ضخم مشتعل منذ أيام بغرب ولاية فكتوريا، فيما أعربت السلطات عن قلقها من بعد غد الأربعاء بشكل خاص إذ من المتوقع أن تتخطى درجات الحرارة 40 درجة وأن تشتد قوة الرياح.
كما حثت إدارة الإطفاء بالولاية المواطنين على اتخاذ حذرهم ومتابعة التحذيرات التي تصدرها السلطات بشأن الحرائق بشكل دوري.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".