صحيفة ماليزية: التلوث بالمواد البلاستيكية يفاقم خطر الفيضانات المفاجئة
صحيفة ماليزية: التلوث بالمواد البلاستيكية يفاقم خطر الفيضانات المفاجئة
ذكرت صحيفة نيوستريتس تايمز الماليزية الأحد، أن الفيضانات المفاجئة التي تجتاح حاليا شبه الجزيرة الماليزية ليست مجرد كارثة طبيعية فحسب، بل هي أيضا بمثابة تذكير صارخ بمشكلة ملحة.
وأوضحت الصحيفة الماليزية، أن هناك عاملا غالبا ما يتم التغاضي عنه يؤدي إلى تفاقم خطر هذه الفيضانات المفاجئة، وهو التلوث بالمواد البلاستيكية، الناتج عن تخلص غير سليم من هذه المواد وإلقاء النفايات، ويمكن أن يكون له تأثير مباشر وضار على هذه الفيضانات.
وقالت الصحيفة إن أحد الأسباب الأكثر وضوحا لحدوث مثل هذه الفيضانات المفاجئة يتمثل في انسداد أنظمة الصرف الصحي حيث يمكن للنفايات البلاستيكية، التي تتراكم في مناطق حضرية، أن تسد المصارف، ما يمنعها من صرف المياه الزائدة بعيدا.
وأشارت ستريتس تايمز إلى أنه عند هطول أمطار غزيرة، يصبح هذا الانسداد بمثابة عنق زجاجة، ما يتسبب في تجمع المياه في الشوارع والأسطح وزيادة خطر حدوث فيضانات مفاجئة.
وتعرضت ماليزيا مؤخرا لأمطار غزيرة وفيضانات، وبحسب تقرير من لجنة إدارة الكوارث بولاية ساراواك تم نقل إجمالي 1193 متضررا من 367 أسرة إلى مراكز إجلاء مؤقتة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".