غضب من نتانياهو وألم على الرهائن.. ماذا يحدث في تل أبيب؟

غضب من نتانياهو وألم على الرهائن.. ماذا يحدث في تل أبيب؟

يتواصل الغضب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخل إسرائيل بسبب ما آلت إليه الأوضاع الداخلية منذ أحدث 7 أكتوبر الماضي، وفشل الجيش في استعادة الرهائن رغم دخول الحرب شهرها الخامس.

مساء السبت، تظاهر الآلاف في تل أبيب للمطالبة برحيل حكومة بنيامين نتانياهو "الفاسدة" وتضميد جراح "بلد مزقته" صدمة 7 أكتوبر، هاتفين "انتخابات الآن" و"أعيدوا الرهائن"، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وتداخلت السياسة والمشاعر إلى حد كبير في التظاهرة التي رفعت خلالها شعارات لاذعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينما كُتبت على القمصان واللافتات عبارة “أعيدوا الرهائن إلى الوطن!”، وحتى الآن، لا يزال 130 رهينة، بينهم 31 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، محتجزين في غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وضم الحشد رجالا ونساء اعتادوا التظاهرات الضخمة التي شهدتها إسرائيل على مدى أشهر للاحتجاج على إصلاح قضائي أراده نتانياهو.

ومنذ ذلك الحين أدى هجوم حماس على إسرائيل والحرب الانتقامية في قطاع غزة إلى قلب الأمور رأسا على عقب وإلى تعميق غضب المتظاهرين في تل أبيب ويأسهم.

بلد محطم

وبدت حالة من الغضب والإحباط على المتظاهرين، حيث قالت أورا، وهي طبيبة نفسية في الستينيات، "نحن بلد محطم"، فيما اعتبر يسرائيل ألفا، وهو جندي سابق تحول إلى بيع معدات طبية، أن "نتانياهو وحكومته يدمران هذا البلد".

وبدا جليا في صفوف المتظاهرين أن ثمة "فجوة كبيرة" قد اتسعت بين الشعب وحكومته التي تصر على استكمال الحرب دون النظر إلى النتائج.

وقال شاي جيل، وهو طيار في الخمسينيات، "بعد ما حدث في 7 أكتوبر، لا يمكن لهذه الحكومة البقاء في السلطة"، مضيفا أن "دوافعهم تُوجّهها رغبتهم في التشبث بالسلطة، وليس بما هو جيد لهذا البلد".

وأشار عدد كبير من المتظاهرين إلى أن نتانياهو، المتهم بالاحتيال والفساد، سيواجه العدالة إذا أجبر على ترك السلطة. وأتى بعضهم على ذِكر تقرير خلُصت فيه لجنة تحقيق إسرائيلية إلى تحميل نتانياهو "مسؤولية شخصية" في حصول التدافع المميت الذي أدى إلى مقتل 45 يهوديا كانوا يحجّون إلى موقع ديني في جبل ميرون "الجرمق" عام 2021.

سلام وهدوء

وهتف المتظاهرون بلا كلل "انتخابات الآن.. الآن.. عار.. عار.. عار على الحكومة"، فيما شهدت نهاية التظاهرة توترات.

وبعد إغلاق طريق سريع مؤقتا من جانب نحو 100 شخص، اعتُقل ستة عشر منهم، فرقت الشرطة التظاهرة بخراطيم المياه.

ولا تزال الحرب في غزة تشكل موضوع نقاش حساسا؛ وشُنت هذه الحرب ردا على هجوم حماس ضد إسرائيل الذي أودى بحياة 1160 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.

ويدعو البعض علنا إلى وقف لإطلاق النار "الآن" حتى يُتاح إطلاق سراح الرهائن، فيما يذهب آخرون أبعد من ذلك، على غرار شاي جيل الذي قال "علينا أن نجد حلا مع الفلسطينيين، وليس مع حماس، بل مع أولئك الذين يؤيدون السلام أو على الأقل التعايش".

وقال يسرائيل ألفا: "ليس لدينا خيار، لا يمكن بدء حرب إذا لم تكن لديك خطة سياسية للمرحلة التي تليها".

وأردفت الطبيبة النفسية أورا: "ما يحدث في غزة مفجع"، مشددة على أن الهدنة ضرورية.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، قُتل نحو 31 ألف شخص، معظمهم مدنيون، في قطاع غزة في العملية العسكرية الإسرائيلية، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

ومع تعرقل المفاوضات للتوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان الذي يبدأ مطلع الأسبوع المقبل، قال دانيال غولدريتش، وهو موسيقي يبلغ 23 عاما "نريد عودة الرهائن ثم نحتاج إلى السلام والهدوء".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية