رغم تحركاتهم السلمية.. نشطاء البيئة يواجهون انتقادات في أوروبا

رغم تحركاتهم السلمية.. نشطاء البيئة يواجهون انتقادات في أوروبا
ميشال فورست

يواجه نشطاء البيئة عداء متزايدا في جميع أنحاء أوروبا، وفق ما قال خبير في الأمم المتحدة، محذّرا من أن الحق في الاحتجاج "في خطر" في بلدان يعتبرها العالم منارات للديمقراطية.

وقال المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن البيئة، ميشال فورست، إنه يشعر بقلق كبير من اللهجة التي باتت أكثر عدائية تجاه الناشطين في مجال المناخ في دول من بينها فرنسا وألمانيا والنمسا وبريطانيا، وفق وكالة فرانس برس.

وأضاف فورست، أن وزراء أطلقوا مصطلحات مثل "إرهابيين بيئيين" و"طالبان خضر" لوصف ناشطين سلميين، محملا بعض التقارير الإعلامية مسؤولية المساهمة في ذلك الموقف العدائي المتنامي تجاه نشطاء البيئة.

وحذّر فورست من أن "هذا يخلق نوعا من التأثير السلبي في الوقت الحالي، الحق في الاحتجاج معرض للخطر في أوروبا".

وقال إنه زار أخيرا دولا أوروبية عدة بعد تلقيه شكاوى من أن ناشطين عوملوا بطريقة تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وعقب زيارة لبريطانيا، حذّر علنا من "الخطاب السام" و"القمع المتزايد" للمدافعين عن البيئة.

عقوبات قاسية

وأوضح فورست أن هناك "قوانين رجعية" في بريطانيا تُستخدم لفرض عقوبات قاسية على ناشطين في مجال المناخ، مع سجن أحدهم ستة أشهر بسبب مسيرة مدتها 30 دقيقة تسببت في تعطيل حركة المرور، كما حُكم على ناشط آخر بالسجن 27 شهرا في المملكة المتحدة.

وندد الخبير الأممي بأحكام قاسية تُفرض على ناشطين في دول أخرى، بما فيها ألمانيا.

وتوجه فورست إلى فرنسا الشهر الماضي بعد شكاوى بشأن حملة قمع احتجاج مناهض لإنشاء طريق سريع قرب مدينة تولوز في جنوب غرب البلاد.

واتهم الناشطون الذين يطلق عليهم "السناجب" والذين كانوا يجلسون على أشجار مقرر قطعها لشق الطريق السريعة A69، عناصر إنفاذ القانون بحرمانهم من الوصول إلى الطعام والماء واستخدام الأضواء الكاشفة لحرمانهم من النوم.

وقال الخبير الأممي، إنه مُنع من إحضار الطعام للناشطين وإنه "صُدم" بما رآه.

وأضاف فورست، "بالتأكيد، يتعارض الحرمان من الطعام ومياه الشرب والنوم بشكل واضح مع القانون الدولي"، مشيرا إلى أنها "تعد أعمال تعذيب في القوانين الدولية".

تركيز إعلامي خاطئ

وقال فورست، إن التغطية الإعلامية في أوروبا غالبا ما تركز حصرا على الأحداث المرتبطة بالتظاهرات وليس على أزمة المناخ التي أدت إلى الاحتجاجات.

وتابع أن العالم يمر "بفترة خطيرة جدا" لكن العامة في كثير من الأحيان لا تفهم لمَ "يعرقل الشباب الوصول إلى المطارات أو يلصقون أيديهم على الأرض".

وأضاف، أنه نتيجة لذلك، شعرت الدول بأن لديها ما يبرر وضع سياسات وقوانين جديدة تمهد الطريق أمام حملات القمع التي تقوم بها الشرطة والأحكام القاسية.

وفي بريطانيا، قال فورست، إن بعض القضاة يمنعون المدافعين عن البيئة من استخدام كلمة "مناخ" لشرح دوافعهم لهيئة المحلفين.

وأشار الخبير الأممي إلى أنه يحقق في ما إذا كانت شركات كبرى، خصوصا في قطاع النفط والطاقة، تمارس ضغوطا لزيادة الضغط على الناشطين.

وقال إن الشركات "الأكثر خطورة" كانت حتى "تستخدم عناصر من قوات الأمن وعلاقاتها مع المافيا، وذلك لاستهداف ناشطين وأحيانا قتلهم".

وأوضح أنه ينظم حاليا مشاورات في أمريكا اللاتينية وإفريقيا مع ناشطين بيئيين يتعرّضون لاعتداءات من قبل شركات.

وانتقد فورست سياسة بعض الدول الأوروبية ذات "المعايير المزدوجة"، إذ تدعم مدافعين عن البيئة في أجزاء أخرى من العالم لكنها "لا تحمي الناشطين داخل أوروبا".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية