ارتفاع موجات الهجرة الإسرائيلية إلى قبرص بعد "طوفان الأقصى"
ارتفاع موجات الهجرة الإسرائيلية إلى قبرص بعد "طوفان الأقصى"
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واشتعال الحرب، زادت موجات الهجرة الإسرائيلية من تل أبيب إلى قبرص، بسبب عدم الأمان الذي يشعرون به في إسرائيل، واعتقادهم بأن الحياة لن تكون كما كانت عليه قبل 7 أكتوبر، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
كشفت الصحيفة العبرية، أن تدفق الإسرائيليين إلى قبرص بدأ قبل نحو 20 عامًا، ولكن الهجرة أصبحت ظاهرة كبيرة في الشهور الأخيرة، بسبب قرب الجزيرة إلى إسرائيل، والقواسم المشتركة مع البلاد مثل المناخ والجغرافيا والنباتات، بالإضافة إلى كونها ملجأً لشعوب كثيرة على مدى العقود.
فقبل نحو 50 سنة، شهدت موجات هجرة من اللبنانيين، وقبلهم البريطانيين والألمان، الذين استمتعوا بمناخها وهدوئها.
في سياق ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن يوم السابع من أكتوبر شهد توافداً مفاجئاً للإسرائيليين على الجزيرة.
وأشارت التقارير إلى أن عدداً منهم شعر بأن حدثاً كبيراً قد وقع، قد يؤثر بشكل جذري على حياتهم، فبحثوا عن وسيلة للبقاء، ووجدوا في قبرص القريبة وجهة شعبية لهم.
على الرغم من أن السياحة في قبرص عادة ما تكون في أوجها خلال شهر أكتوبر، فإن الإسرائيليين احتلوا كل شقة أو غرفة متاحة للبيع أو الإيجار، وقدم بعض السكان المحليين مأوى لبعض القادمين مجاناً، بعد أحداث 7 أكتوبر.
هجرة قديمة
تظهر إحصاءات الهجرة قبل يوم 7 أكتوبر، زيادة أعداد الإسرائيليين الوافدين إلى قبرص، ويقول الحاخام ليفي يودكين، مدير الجالية اليهودية في قبرص: "إن عائلتين إسرائيليتين تغيران مكان إقامتهما كل يوم، وتنتقلان من إسرائيل للعيش في قبرص، الجزء اليوناني أو الجزء التركي".
وفقا للإحصاءات الرسمية، في عام 2000 كان هناك حوالي 70-80 عائلة يهودية في جميع أنحاء الجزيرة، ويوجد اليوم أكثر من 3000 عائلة إسرائيلية في قبرص، وفي كل عام على مدى السنوات الخمس الماضية تمت إضافة حوالي 400-500 عائلة.
وإحدى الظواهر المثيرة للاهتمام هي الزيادة الحادة في عدد الأزواج الأكبر سنا الذين اشتروا شقة في قبرص وانتقلوا للعيش في الجزيرة الأرخص بكثير والأكثر هدوءا مقارنة بالعيش في إسرائيل.
وبسبب الوضع السياسي في البلاد والتوترات والحروب التي شهدتها إسرائيل قبل يوم 7 أكتوبر، هاجر إسرائيليون كثر إلى قبرص، وقرر الكثيرون أن مكان إقامتهم الدائم سيكون قبرص من الآن فصاعدا، حيث يتراوح عدد المجتمع الإسرائيلي بين 12 ألفا و15 ألف شخص، والذين يعيشون بشكل دائم في قبرص هو بلا شك أكبر مجتمع يهودي في الجزيرة منذ القرن الثاني الميلادي.
ويقول الحاخام راسكين كبير حاخامات قبرص: "لسوء الحظ، فإن عدد الإسرائيليين يتزايد باستمرار، وفي كل عام نعيد تنظيم صفوفنا في المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات المجتمعية".
ارتفاع الهجرة بعد 7 أكتوبر
وقال راسكين، يصل حوالي 1000 شخص كل يوم، إذ وصل أكثر من 16 ألف شخص إلى قبرص بحثًا عن الآمان حتى نهاية نوفمبر الماضي.
وأضاف: "هناك أمهات عازبات، وأطفال مصابون بصدمات نفسية، وأشخاص لا يستطيعون تحمل صوت الصواريخ التي تنفجر كل يوم، نحن نقدم لهم كل ما في وسعنا، سواء كان سريرًا أو طعامًا أو سكنًا مؤقتًا".
ونقلت صحيفة الغاريان البريطانية، عن شاب اسمه إسرائيل بيرتز، يبلغ من العمر 23 عامًا: قوله: "كنا بحاجة إلى الابتعاد عن كل الضجيج والصواريخ والقتال، لذلك سافرت أنا وأصدقائي لقضاء 5 أيام في أيا نابا"، في إشارة إلى المنتجع الواقع في جنوب الجزيرة، بينما كان ينتظر ركوب رحلة العودة إلى وطنه في مطار لارنكا، مضيفًا: "نحن نشعر بالأمان هنا".











